صورة ارشيفية
رصد مؤشر الديمقراطية الصادر عن المركز التنموي الدولي ، 969 حالة إحتجاج خلال شهر سبتمبر من العام الحالي، بمتوسط 32 إحتجاج يوميا و 8 إحتجاجات كل 6 ساعات.
وأشار التقرير الى أن جماعة الإخوان المسلمين توظف أغلب جهودها في بناء جبهة معارضة تبدو في ظاهرها ضخمة و واسعة التأثير والإنشار بحيث تعكس للرأى العام المحلي و الدولي رأيا عاما منتفضا كبديل عن كونها جماعة تحتج من أجل العودة للسلطة أو الحصول على دور فاعل في المستقبل .
في المقابل تقف مؤسسات الحكم في الدولة مدعومة بتأييد الغالبية العظمي من المواطنين ، لكن بين رغبة تلك الدولة في القضاء السريع على كافة نفوذ الإخوان و شركائهم و خاصة المسلحين ، وبين التأييد الشعبي العاطفي الشديد تكمن الإشكالية الكبري ؛ حيث تستخدم الدولة مبدأ القوة في التعامل مع الإحتجاجات الخاصة بالجماعة في حين يشاطرها تلك القوة الأهالي و المواطنين بالهجوم على تجمعات الإخوان الإحتجاجية أو الإشتباك معهم بشكل يعطي للجماعة أروع فرصة في أن تظهر بأنها فصيل لا يزال منظما و قادرا على تحريك الشارع المصري و قادرا على هز كيان الدولة التي أسماها دولة الإنقلاب .
رصد المؤشر متوسط إحتجاجات يقدر بـ 32 إحتجاجا يوميا وأن جماعة الإخوان بصفتها القائم الأول والمتعهد الأساسي لإحتجاجات الشهر قد إستخدمت أيام وصلوات الجمعة لتنفيذ كم إحتجاجات عددي مستغلة الأعداد المتجمعة بصلاة الجمعة .
أما الملاحظة الثانية فكانت في تحول الإخوان نحو الإستعانة بالطلاب من كافة مراحل التعليم و أولياء الأمور في بعض الوقت لتعويض إنخفاض القدرة في التنظيم الإحتجاجي ، و محاولة فتح جبهات إحتجاجية جديدة وبمواقع إستراتيجية هامة كالمدارس والجامعات والمعاهد الدينية و هو ما عكسته أعداد الإحتجاجات في الأسبوع الدراسي الأول لطلاب الجامعات و الأخير بشهر سبتمبر ؛ حيث شهدت العشرة أيام الأخيرة من الشهر 415 إحتجاج بنسبة 42% من إحتجاجات الشهر و بتضاعف عن العشرة أيام التي تسبقها .
وحول الفئات المحتجة رصد التقرير تصدر أعضاء جماعة الإخوان و مناصريها المشهد الإحتجاجي و كانوا الفاعل الأول و الرئيسي فيه بعدما قاموا بتنظيم 408 إحتجاج بنسبة 42.1% من الإحتجاجات خلال الشهر لكن لو أضفنا ما قام به الطلاب المنتمون للجماعة من إحتجاجات لرصيد الإحتجاجات الإخواني سيقارب الـ 60 % من إحتجاجات الشهر ، لكن التقرير فضل أن يفصل بين المظاهرات التي قام بها الإخوان و المظاهرات التي قام بها الطلاب.
مثل الطلاب ثاني أكثر الفئات إحتجاجا خلال شهر سبتمبر بعدما نفذوا 259 إحتجاجا بنسبة 26.7% من إحتجاجات الشهر . الإحتجاجات التي إنتهت بسلسلة من الإشتباكات التي تخطت الـ 30 إشتباكا بالجامعات والـ 12 إشتباك بالمدارس .
وكان الأهالي و المواطنون الذين خرجوا للإحتجاج بدعوات فردية غير منظمة و لا تستظل بأي غطاء سياسي في المركز الثالث بعدما قاموا بـ 124 إحتجاج بنسبة 12.8% من جملة إحتجاجات الشهر ، بينما تلاهم النشطاء المدنيون والسياسيون الذين نظموا 46 إحتجاج بنسبة 4.7% من إحتجاجات الشهر .
بينما كان هناك تراجعا ملحوظا للقطاعات المطالبة بحقوقهم في العمل جعل من كافة المطالبين بتلك الحقوق ينظمون 121 إحتجاج بنسبة 12.5% فقط من احتجاجات الشهر قادها عمال المصانع والشركات بعد تنظيمهم لـ 29 إحتجاج، تبعهم العاملون بالقطاع التعليمي بقيامهم بـ 23 إحتجاج ثم العاملون بالقطاع الطبي بعدما قاموا بـ 15 إحتجاج ، وشهدت حزمة الإحتجاجات المطالبة بحقوق العمل تواجدا للصحفيين بعدما نظموا 7 إحتجاجات و التجار و العاملين بالقطاع الخاص و المعاقين المطالبين يحقهم في فرص للعمل و غيرها من الفئات التي لم تستطع الصبر على مشكلات بيئة أعمالهم أم لم يقوو على تحملها .
وجاءت اسباب هذه الاحتجاجات فى القطاعات المختلفة بسبب الرغبة في إعطاء فرصة لنظام ما بعد ثورة أنهك الجميع فيها والتخوف من التعامل الأمني مع المظاهرات والأمر الثالث هو الرغبة في صنع حالة من الهدوء التي تعد في حد ذاتها مواجهة لدعوات الإخوان بالإحتجاج و إحداث مزيدا من الضغط على النظام الحالي
وكعادتها تصدرت القاهرة المشهد الإحتجاجي بشكل بعيد عن المركزية بعدما شهدت 136 إحتجاج بواقع 14% من الإحتجاجات ، تلتها الإسكندرية التي شهدت 86 إحتجاج و المنوفية بـ 84 إحتجاج ، فيما شهدت الجيزة وقوع 79 إحتجاج و تلتها الشرقية بـ 71 ، لتستضيف تلك المحافظات الخمس قرابة نصف (47%) إحتجاجات الشهر .