قال المهندس ياسر قورة (عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية) إن الولايات المُتحدة الأمريكية تُلوح بكارت "المعونة"؛ لابتزاز مصر، والضغط على السلطات المصرية؛ لإجبارها على الدخول في مفاوضات مع جماعة الإخوان "المحظورة"، قائلاً: "من غير المقبول التهديد أو التلويح باستخدام كارت المعونة من قبل الجانب الأمريكي، كما أن مصر لا تقبل أبدًا ذلك، خاصة وأن واحدة من أبرز مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه هي التحرر الوطني من أي تبعية أجنبية".
ودعا قورة الحكومة المصرية بضرورة التخلي عن تلك المعونات، بدعوى أن مصر دولة قيادية لا يصح أن تتلقى معونات، مثمنًا في السياق ذاته كافة الأنشطة الشبابية والفعاليات التي تم تنظيمها مؤخرًا لمطالبة الحكومة بالتخلي عن المعونة الأمريكية، في ظل الموقف الأمريكي الراهن من تطورات الأحداث في مصر عقب 30 يونيه.
ولفت قورة إلى أن الإدارة الأمريكية مرتبكة وغير قادرة على فهم الموقف بمصر حتى الآن، قائلاً: إن إدعاء أن المسار الديمقراطي يسير ببطء في مصر ما هو الا "تهريج سياسي"؛ لأن خارطة الطريق تسير طبقًا للمحدد لها دون تأخير وبالتالي فتلك حجج لا مبرر لها.
ونوّه قورة إلى أن المعونة العسكرية والمدنية التي تقدمها أمريكا إلى القاهرة تبلغ قيمتها 1550 مليون دولار، أي نحو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وعليه فهي لا تُشكل الكثير بالنسبة للاقتصاد المصري ويمكن التخلي عنها، وخاصة أن هناك العديد من الحلول البديلة التي يُمكن الاعتماد عليها، قائلاً: "على سبيل المثال فإن مصر تنفق المليارات على دعم المواد البترولية، وتستفيد شركات أجنبية من ذلك الدعم!".
وفي سياق ذي صلة، أوضح قورة أن زعم البعض بحدوث انقلاب عسكري في مصر فضلاً عن زعم اعتقاد بعض الدول الأجنبية ذلك ومحاولة الضغط على الإدارة المصرية "أمر خاطئ تمامًا"، وإن أكبر دليل على عدم حكم الجيش أو تدخله في السياسة هو وجود رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور كرئيس مؤقت لمصر خلال المرحلة الانتقالية الحالية، قائلاً: "على العكس فإن مُرسي نفسه هو من انقلب على الشرعية عندما خالف الإعلان الدستوري الذي أقسم عليه".
وفي ختام بيانه، هنأ قورة جموع الشعب المصري بعيد الأضحى المُبارك (أعاده الله على الأمة بخير)، مُستنكرًا ما دعا إليه أنصار الرئيس المعزول من فعاليات وتظاهرات هدفها في المقام الأول إفساد فرحة المصريين بالعيد وعرقلة خارطة الطريق؛ لأغراض حزبية ضيقة، قائلاً: "كالعادة سوف تفشل مُحاولاتهم؛ لأنهم باتوا بلا ظهير سياسي أو شعبي، وبات الجميع يلفظهم، ويرفض محاولاتهم لتكدير الأوضاع بمصر".