أحدثت كارثة الزلزال وموجات تسونامى التى ضربت اليابان وقعًا مدويًا فى اسواق المال العالمية خلال الاسبوع الماضى، وحققت هبوطًا ملحوظًا إثر الكارثة التى أضرت بالعديد من القطاعات.
وتراجعت الاسهم الاوروبية الى أدنى مستوى لها فى ثمانية أشهر فى الاسبوع الماضى بعد ان ضرب الزلزال المدمر اليابان، وتسبب فى أسوأ أزمة نووية بالبلاد منذ تشيرنوبل.
وانخفض مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 2.8% ليصل الى 267.63 نقطة فى الاسبوع الماضى ليسجل أكبر هبوط له منذ شهر يوليو الماضى بعد احداث هذا الزلزال وموجات تسونامى.
وقال "مايك لينهوف"، الخبير الاستراتيجى بشركة "بروين دولفين سيكيوريتيز"، إن الازمة النووية تعتبر "حرجة للغاية بالنسبة للسوق"، لافتا الى أن التأثيرات الكلية كانت غير جيدة فى ظل الدور الرائد لآسيا والصين فى التعافى العالمى.
وسجلت 15 من أسواق المال الاوروبية هبوطًا ملحوظًا حيث تراجعت نحو 15 من 18 سوقا للاسهم فى غرب اوروبا خلال الاسبوع الماضى. وهوى مؤشر الفاينانشيال تايمز 100 لاسواق المال البريطانية بنسبة 1.9%، كما تراجع مؤشرا داكس الالمانى بنسبة 4.5% وكاك 40 للأسهم الفرنسية بنحو 3%. فى حين ارتفعت اسواق الاسهم اليونانية بنحو 0.8%.
وشهدت الاسهم الامريكية تراجعًا فى الاسبوع الماضى لترسل مؤشر ستاندرد آند بورز500 الى أكبر هبوط منذ شهر اغسطس السابق فى ظل المخاوف من أن أزمة اليابان النووية والعنف فى ليبيا والبحرين قد تعوق نمو الاقتصاد العالمى.
وقفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.8% فى يومى الخميس والجمعة الماضيين بعد أن قال بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى إن بعض البنوك تعتبر قوية بشكل كافٍ لزيادة توزيعات الارباح واعادة شراء الاسهم وبعد ظهور نتائج ايجابية لأرباح بعض الشركات.
وفى الأسبوع الماضى، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز هبوطًا بنسبة 1.9% ليصل الى 1279.20 نقطة فى الاسبوع السابق، وانخفض بنحو 3.2% منذ 4 مارس الماضى ليسجل أكبر تراجع فى اسبوعين منذ سبعة أشهر. وهوى المؤشر بنحو 3.6% فى الفترة بين 11 مارس و16 مارس عقب زلزال اليابان، الذى كان الاقوى على الاطلاق. وسجل مؤشر داو جونز الصناعى تراجعًا بمقدار 185.88 نقطة بنسبة 1.5% الى 11858.52 نقطة.
من جانبه قال "جوناثان فيورست"، الخبير الاقتصادى بشركة "باراديم كابيتال مانجمنت"، إن الاسبوع الماضى كان "دراميا" بشكل كبير، مشيرًا الى احتمال حدوث انهيار فى اليابان وحرب فى ليبيا بالاضافة الى عدم الاستقرار فى البحرين والسعودية.
وتكبدت البورصة اليابانية خسائر فادحة جراء زلزال وموجات تسونامى وتهاوى مؤشر نيكاى 225 بنسبة 10% خلال الاسبوع الماضى ليسجل اكبر هبوط اسبوعى منذ الازمة المالية فى عام 2008 الذى خسرت فيه الاسواق حوالى 350 مليار دولار.
جدير بالذكر أن مجموعة السبع اتفقت يوم الجمعة الماضى على تدخل جماعى نادرًا ما حدث من أجل خفض صعود العملة اليابانية التى ارتفعت بشكل قياسى وتهدئة الاسواق حيال ازمة الطاقة النووية باليابان.
وقد أضاف البنك المركزى اليابانى 38 تريليون ين الى النظام المالى فى الاسبوع الماضى، حيث سعى صانعو السياسات الى دعم ثالث اكبر اقتصاد فى العالم.
وأوضح الخبراء أن خطوة مجموعة السبع فاجأت الاسواق وتوقع المستثمرون تدخل البنك المركزى اليابانى لكبح ارتفاع الين، ولكنهم لم يتكهنوا باجراء مشترك من جانب البنوك المركزية للدول الثرية فى العالم.
وأكد "كاثى لين"، مدير بحوث العملة بشركة جى إف تى بنيويورك ، أن ذلك يعتبر أول تدخل مشترك نشهده منذ عام 2000 لذلك سيكون له تأثير مدو فى الاسواق.