الرئيس الأمريكي باراك أوباما
قفزت المديونية العامة للولايات المتحدة إلى ما فوق الـ17 تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ، لتكون بذلك قد سجلت أعلى مديونية في التاريخ البشري، في الوقت الذي يتوقع أن تواصل هذه المديونية الارتفاع خلال العام المقبل، حيث يجمع الاقتصاديون بغالبيتهم أنه ليس أمام الأمريكيين سوى مزيد من الاقتراض.
وبحسب البيانات التي بينها الموقع الرسمي لوكالة المخابرات الأمريكية، فإن المديونية الأمريكية لو قورنت بمديونيات الدول العربية مجتمعة فإنها تمثل 25 ضعفاً لمديونيات العرب مجتمعين، أما بالمقارنة مع أهم وأكبر اقتصاد عربي فإن المديونية الأمريكية تعادل 670 ضعف مديونية المملكة العربية السعودية.
ويبلغ إجمالي مديونيات الدول العربية مجتمعة 663.3 مليار دولار، بحسب أحدث الإحصاءات والتي تعود إلى عام 2010، أما إجمالي الدين الأمريكي فبلغ 17 تريليون دولار قبل أيام، أي أنه 25 ضعف مديونية الدول العربية مجتمعة.
أما الدين العام للسعودية فيبلغ 99 مليار ريال تقريباً (26.3 مليار دولار)، وذلك بحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي لعام 2012، أما نسبة هذا الدين إلى حجم الاقتصاد فهو الأقل عربياً على الإطلاق، ويمثل نحو %5 فقط من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
أما الوضع الأسوأ من حيث الديون العربية فتستحوذ عليه كل من لبنان والسودان اللذين تزيد ديونهما عن إجمالي ناتجهما المحلي.
وبالنظر في الأرقام والبيانات الاقتصادية المستقاة من المصادر تبين أن مديونية المملكة العربية السعودية تمثل واحدة من أفضل 15 مديونية في العالم، كما أنها الأفضل عربياً، وذلك في حال قورنت بنسبتها إلى الناتج المحلي الاجمالي.
وفيما يمثل الدين العام ما نسبته %5 فقط من الناتج المحلي لأكبر اقتصاد عربي، وهو السعودية، فإن المفاجأة التي تظهر في البيانات الاقتصادية المنشورة على موقع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) هي أن نسبة الدين في الولايات المتحدة تبلغ %72.5.
وتعتبر السعودية واحدة من بين أفضل 15 مديونية في العالم، كما أن مديونيتها هي الأفضل عربياً، تليها كل من قطر والإمارات.
وبالنظر إلى حركة الدين العام في السعودية منذ عام 2005 فإن المملكة نجحت في خفض مديونيتها بصورة متسارعة جداً في الوقت الذي كانت مديونيات العالم تتضخم، ففي عام 2005 كان الدين العام للسعودية 459 مليار ريال، ويمثل ما نسبته 37.3 من الناتج المحلي الاجمالي، لينخفض في 2012 إلى 99 مليار ريال، مستحوذاً على %5 فقط من الناتج المحلي الاجمالي.
ويدرج موقع الـ(CIA) السعودية في المرتبة الــ142 على مستوى العالم من حيث حجم ديونها الى ناتجها المحلي، وذلك في قائمة تضم 155 دولة، أما كل من لبنان والسودان فهما الأسوأ عربياً من حيث الديون، حيث يبلغ الدين العام في لبنان %127.5 من الناتج المحلي الاجمالي ويحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأسوأ عالمياً في هذا المجال، أما الدين العام في السودان فيبلغ %106.4 من اجمالي الناتج المحلي للبلاد ويتربع بذلك على المرتبة 14 على مستوى العالم.
ويقول تقرير «الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية» الذي يُصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام في مصر إن خدمة الديون العربية تتجاوز 40 مليار دولار سنوياً، وهو مبلغ كبير نسبياً، وكان من الممكن توظيفه في التنمية ومحاربة الفقر والبطالة لو كان متوافراً.