د. بطرس بطرس غالي
أكد د. بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، أهمية وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة إسرائيل من أجل تحقيق المطالب المشروعة والحقوق الفلسطينية.
ولفت غالي، في تصريحات بمناسبة مرور 36 عاما علي زيارة الرئيس محمد أنور السادات للقدس في 19 نوفمبر عام 1977، إلى أنه وبعد مرور هذه الأعوام علي زيارة الرئيس السادات للقدس، لم نستطع الاستفادة من معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في أعقاب هذه الزيارة.. مضيفا "مصر لم تتعامل مع إسرائيل بالقدر الذي يجعلها تستفيد من معاهدة السلام".
وأوضح أن "الرئيس السادات كان صاحب رؤية مستقبلية، ولم تكن نظرته ظرفية فقط، حيث كان ينظر بعين ثاقبة صوب المستقبل، وماذا ستفعل مصر تجاه تحديات المستقبل". وأضاف أنه بالرغم من أن إسرائيل لم تحترم قرارات الأمم المتحدة، فإنه لابد من العمل سريعا لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتحقيق المصالحة لأن ذلك ليس في صالح القضية الفلسطينية، ولا في صالح إقامة الدولة الفلسطينية التي نطالب بها العالم.
وشدد غالي علي أنه لا يعقل أن تكون هناك حكومتان في غزة ورام الله، معربا عن اعتقاده بأن هذا الانقسام الفلسطيني أشد خطرا علي وحدة الفلسطينيين وتحقيق تطلعاتهم وحقوقهم المشروعة في إقامة دولة مستقلة. وقال "بلا شك أن بناء المستوطنات يعيق إقامة السلام العادل والشامل بين العرب وإسرائيل وفي الشرق الأوسط، ولكن الانقسام الفلسطيني يعتبر عقبة أكبر من المستوطنات".
وحول الموقف العربي من القضية الفلسطينية، قال غالي إن"السادات كان يعتقد أن قطيعة العرب لمصر بعد توقيعها لمعاهدة سلام إسرائيل هي قطيعة مؤقتة وإنهم سيتراجعون عن موقفهم هذا بعد معرفة حقيقة وأهمية السلام، وكانت رؤيته صائبة ورجع العرب إلى مصر".
وأعاد غالي التأكيد علي أن "مصر لم تتخل يوما عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والتي جاءت علي حساب قضايا مصيرية أخري خاصة مثل قضية مياه النيل"، مضيفا "لقد كان الأمل لدي مصر في أن تستكمل المفاوضات بشأن مستقبل القضية الفلسطينية في إطار الملحق الخاص بالشق الفلسطيني في معاهدة السلام، وتم دعوة الأطراف المعنية لحضور مفاوضات ميناهاوس خاصة الطرف الفلسطيني والذي لم يحضر وبالتالي لم نستطيع أن نستفيد من معاهدة السلام".
يشار إلى أن غالي قد رافق الرئيس السادات كوزير للدولة للشئون الخارجية ضمن الوفد المرافق في رحلته التاريخية إلى القدس، والتي فتحت طريق السلام، واستكملت مصر استردادها لسيناء.