أغلق خام النفط الأمريكي فى بورصة نيويورك على انخفاض في ختام تعاملات الأسبوع، بعد أن فشل في اختراق مستوى المقاومة الأعلى في 30 شهر، ونظرًا لارتفاع مستويات الديون في الدول الأوروبية والكارثة التي ألمت باليابان، ما أدي إلى كبح الطلب على الوقود في الوقت الحالي.
وتراجع النفط لليوم الثاني بعد أن كان قد وصل إلى أعلى مستوى له في 7 مارس الحالي، إثر إعلان الاتحاد الاوروبي عن تخفيضه للمبلغ المخصص لدعم دول الاتحاد في نظام برنامج الطواريء، وإعلان اليابان عن أن المفاعلات النووية التي ضربها الزلزال لا تزال لم تقم من عثرتها بل وأن هناك تسرب في الاشعاعات.
وتراجع سعر النفط في العقود الآجلة تسليم مايو بنحو 20 سنتًا ليستقر عند 105.40 دولارًا للبرميل في بورصة نيويورك للسلع، ليكون سعر الخام قد ارتفع بنسبة 3.5% منذ 18 مارس، محققًا أول مكسب أسبوعي له في 3 أسابيع، بعد أن صعد بنحو 31% خلال العام الماضي.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج"، فقد لمست العقود الآجلة للنفط مستوى 106.69 دولارًا للبرميل، مقتربة من المستوى الذي سجله البرميل في 7 مارس حينما تم تداوله على 106.95 دولارًا-الأعلى منذ سبتمبر 2008- إلا أن الأسعار عادة ما تفشل في توسيع مكاسبها حينما تتجمع أوامر البيع في مستويات محددة يطلق عليها المقاومة السعرية.
وارتفع النفط الامريكي بنسبة 25% بعد تصاعد الاحتجاجات وتفجر الثورة الشعبية بليبيا في 15 فبراير المنصرم، لاسيما وأن "ليبيا" أحد أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك OPEC"، واستخدم القائد الليبي "معمر القذافي" القوة في مواجهة المتظاهرين لتكون ثورة الشعب الليبي الأكثر دموية من جانب كتائب القذافي، التي شنت ولا تزال هجومًا ضاريًا على المدنيين إلى الحد الذي جعلها تودي بحياه العديد من الليبيين لتكون أشبه بـ "إبادة جماعية".
وأنهى خام البرنت تعاملاته متراجعًا بحوالي 13 سنتًا في العقود الآجلة تسليم مايو ليستقر البرميل عند 115.59 دولار، في البورصة الدولية للسلع بلندن "ICE Futures ".
بعد أن كان سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي قد ارتفع ملامسًا مستوى 116 دولارا للبرميل أمس، مع توقع المحللين مخاطر صعودية جديدة مع اتساع رقعة الاحتجاجات في الشرق الأوسط، بعد أن توقفت صادرات ليبيا النفطية البالغة نحو 1.3 مليون برميل يوميًا ما حد من الطاقة الانتاجية الفائضة، وبدأت السعودية ودول أخرى في أوبك زيادة انتاجها، ما أثار المخاوف من قدرة المنظمة على سد أي نقص أكبر في الامدادات، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأبرز هذا الحديث عن مخاطر ارتفاع جديد في الاسعار مع استمرار التوترات في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا اللذين ينتجان معا أكثر من ثلث النفط في العالم.
وقال "توني ماتشاسيك" السمسار في "باتشي للسلع الاولية" في لندن، إن سوق النفط مرشحة للارتفاع لا للهبوط.