نظم مئات الآلاف من المتظاهرين مسيرات فى العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجًا على "خطة تقشف" أعلنت عنها حكومة رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" مؤخرًا، وشهدت المظاهرات مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة ومئات الآلاف من المتظاهرين، الذين نظموا الاحتجاجات الحاشدة أمس "السبت".
ودعا اتحاد النقابات إلى تنظيم الاحتجاجات، بعدما أقرت الحكومة البريطانية خطة تقشف غير مسبوقة، تتضمن اقتطاع اعتمادات بقطاع الخدمات والوظائف، تصل إلى 90 مليار يورو، حتى عام 2015.
ونقلت وكالة "CNN" الأمريكية، عن مصادر أمنية قولها إن 4 جرحى من أفراد الشرطة قتلوا خلال تلك المواجهات التى وقعت قرب مقر الحكومة البريطانية، فيما قامت قوات الأمن باعتقال 13 شخصًا من المتظاهرين، بتهم جنائية، تتعلق بتدمير عدد من المحال التجارية، وتكدير الأمن العام.
وعلى الرغم من أن شرطة العاصمة البريطانية "متروبوليتان" لم تقدم أى تقديرات بشأن عدد المشاركين فى الاحتجاجات، التى انطلقت من ميدان "هايد بارك"، بوسط لندن، باتجاه مقر رئيس الحكومة البريطانية، مرورًا بمبنى البرلمان، فإن اتحاد النقابات، الذى دعا إلى تنظيم الاحتجاجات، قال إن ما يقرب من نصف مليون شخص شاركوا فى مظاهرات السبت، مما يفوق التقديرات الأولية، التى أعلن عنها الاتحاد فى وقت سابق، والتى كانت تشير إلى مشاركة نحو مائة ألف شخص فى المظاهرات.
وحمل المتظاهرون لافتات تعبر عن رفضهم خطة الحكومة تخفيض الإنفاق العام، منها لافتة تقول "جشع البنوك أم احتياجات الناس.. خفض الحوافز لا خفض الخدمات"، بينما جاء على لافتة أخرى "إضراب جماعى لإسقاط الحكومة."
وتشير التقارير إلى أن تلك المظاهرات هى الأكبر منذ المسيرة المليونية، التى تم تنظيمها فى العاصمة البريطانية احتجاجًا على الحرب على العراق فى فبراير 2003.
واتهمت "جيليان سيدونز"- 60 عامًا- الحكومة بما سمته "وجود مجتمع يتزايد فيه الثرى ثراءً ويزداد الضعفاء فيه ضعفًا"، وبأن الحكومة تجعل المواطنين هم من يدفعون ثمن أخطاء المصرفيين، مما يضع المواطنين فى فوضى ليس لهم ذنب فيها.
وبدأت الاحتجاجات بصورة سلمية، مع رفع حشود المتظاهرين اللافتات تزامنًا مع عزف موسيقى، فيما وقعت بعض الاحتكاكات المحدودة بين عدد من المحتجين والشرطة.
وأشارت المصادر إلى أن أعمال التخريب طالت أحد محال بيع الملابس، وفرعين لبنكى "HSBC"و"ستاندرد"، قبل أن يتوجه أفراد بلباس أسود ملثمون إلى منطقة سيرك "بيكاديلى"، وفندق "ريتز Ritz Hotel"، حيث قاموا بمواصلة أعمال التخريب فى مدخل الفندق الشهير.