أنهت أغلب بورصات الخليج تعاملات الأربعاء على تراجع  بقيادة بورصة "عُمان" التي تكبدت أكبر الخسائر، بعد تراجع مؤشرها الرئيسي مسجلًا أدنى مستوياته منذ شهر، وتبعتها بورصات "دبي" و"الكويت" و"قطر" و"أبوظبي"، فيما اقتصر الصعود على بورصتي "السعودية" و"البحرين".

حيث هوى المؤشر الرئيسي لبورصة "عُمان"، بنحو 1.8% مستقرًا عند أدنى مستوى له منذ شهر، لتقود بورصات الخليج المتراجعة، بعد أن شنت الأجهزة الأمنية في السلطنة حملة اعتقالات أمس "الثلاثاء"، طالت العشرات ممن شاركوا في الاضطرابات التي شهدتها بعض المدن العُمانية مطلع الأسبوع الحالي، في الوقت الذي قامت فيه قوة مشتركة من الجيش والشرطة بفض اعتصام نفذه مئات المحتجين في ولاية "صحار"، ما غذى من التكهنات التي تتوقع سيادة حالة من الاضطراب السياسي بالسلطنة وازدياد حدتها سوءًا.

وتراجع سهم "النهضة للخدمات" مزود الخدمات في صناعة النفط والغاز لليوم الثامن على التوالي بنحو 3.9% ليصل سعره إلى 1.015 ريال، وهبط سهم "بنك مسقط" بنحو 1.8% ليستقر عند 0.708 ريال عُماني، وبذلك يكون المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط قد هوى بنحو 7.8% منذ بداية العام، مدفوعًا بموجة الثورات الشعبية التي اتسعت رقعتها في منطقة الشرق الأوسط، وقادت إلى انخفاض مؤشر "بلومبرج 200"-الذي يقيس آداء أسهم أكبر 200 شركة بالشرق الأوسط- بنسبة 3.5% منذ بداية العام الحالي.

من جهته ذكر "طارق قاقيش" مدير صندوق بمؤسسة "المال كابيتال" بدبي، أن الاضطراب السياسي سيظل أحد العوامل المؤثرة بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لاسيما بعد نجاح الثورة الشعبية في كل من "تونس" و"مصر".

وكانت بورصة "دبي" ثاني بورصات الخليج الهابطة، إثر تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.81%، إثر هبوط قطاعات العقارات والنقل والتأمين والبنوك والاستثمار، تلتها بورصة "الكويت"-ثاني أكبر بورصات المنطقة- والتي تراجع مؤشرها الرئيسي بنحو 0.45%، بعد تراجع سهم "أجيليتي" بنسبة 5%-الأعلى في أسبوعين- مسجلًا 380 فلسًا، بعد أن قضت محكمة أمريكية في غير صالح شركة الخدمات اللوجستية الكويتية "أجيليتي"، ما مثّل ضربة لجهود الشركة في درء الاتهامات التي وجهت إليها بأنها احتالت على الجيش الأمريكي في عقود بمليارات الدولارات، لاسيما وأن الشركة الكويتية كانت أكبر مورد للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط أثناء الحرب على العراق.

وقالت المحكمة إن ممثلي الادعاء كانوا محقين في توجيه لائحة اتهام إلى "أجيليتي" في 2009 برفع الأسعار على الجيش الأمريكي على مدى 41 شهرًا في عقود إمداد بقيمة 8.5 مليار دولار جرى توقيعها لأول مرة مع بدء حرب الخليج في 2003.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أجيليتي قولها إن قرار المحكمة "خيب أملها"، لكنها لم توضح إن كانت ستطعن عليه.

وهبطت بورصة "قطر" بنسبة 0.14% لتكون الرابعة من حيث الهبوط بين بورصات المنطقة، وتبعتها بورصة "أبوظبي" والتي كانت أقل البورصات تراجعًا بين البورصات الهابطة، بعد أن تراجع مؤشرها الرئيسي بنحو 0.07%.

فيما صعدت بورصة "السعودية"-أكبر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية- إثر ارتفاع مؤشرها الرئيسي "تداول" بنسبة 0.67%، بعد ارتفاع قطاعات الصناعات البتوكيماوية والمصارف والخدمات المالية والاتصالات وتقنية المعلومات والتجزئة، وتبعتها بورصة "البحرين"-أصغر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية- بعد ارتفاع مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.44%، مدفوعًا بصعود قطاعي الخدمات والبنوك التجارية.