دشنت مجموعات عمل مصرية “مشروع القرن” بدعم ومشاركة وزارة الدفاع الذي سيحقق نقلة نوعية في خطط تنمية القارة السمراء، ويوقف نزيف الأنهار الذي يهدد مصر بعد دخولها مرحلة “الفقر المائي”.
المشروع الجديد يقوم على تحويل جزء من مياه “نهر الكونغو” إلى مجرى النيل، ويعالج عدداً من القضايا أولها تخفيف آثار الغياب المصري عن أفريقيا الذي كبد الدولة خسائر سياسية واقتصادية، ويصب في خانة صد موجات التآمر التي تريد إعادة إنتاج جيل من الحروب يمكن أن يقود مصر إلى كارثة محققة بسبب العطش.
وأوضح خبير التنمية الأفريقية ورئيس مجموعات العمل المصرية الدكتور إبراهيم الفيومي أن المشروع بدأ تدشينه بعد دراسات وأبحاث استمرت سنوات، و لن تقتصر أهدافه على تأمين المياه من أفريقيا، إنما يصب بالأساس في صالح تنمية القارة السمراء، من خلال مجموعات عمل تشمل كافة المجالات والتخصصات، تعمل على إنشاء طرق للتنمية على طول مسار النهر بطول 4200 كم.
وأضاف أن مصر دخلت بالفعل مرحلة الفقر المائي، التي تهدد في حال استمرارها وعدم معالجتها بالدخول في مرحلة “الشح المائي” والتعرض لموجات العطش والمجاعة، خاصة أن حصة مصر من المياه ستتراجع لتصل إلى 35.5 مليار متر مكعب بعد أن كانت 55 مليار، وهو ما يعني كارثة محققة في ظل ارتفاع عدد السكان وزيادة الاحتياجات المائية.
و “نهر الكونغو” الذي يمثل قلب المشروع يضخ 42 مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلسي، تمتد بسبب قوة اندفاعه إلى 130 كم داخل المحيط، وهو ما يمثل هدراً لسلعة إستراتيجية دون أي فائدة، ومهمة المشروع هي تحويل جزء من هذه المياه لتدخل مجرى نهر النيل.
ووفقاً لدراسات قام بها خبراء مصريون فإن غزارة نهر الكونغو تنبع من مرور خط الاستواء في وسطه، وهو ما يتيح تدفق المياه على مدى 12 شهراً في العام، كما أنه يمكن التغلب على معضلات التضاريس والعوائق المرتفعة من خلال الخبرة المصرية في هذا المجال.