قدّمت "بي إيه إي سيستمز"، العالمية المتخصصة بمجال تطوير وتوفير ودعم الأنظمة الدفاعيةالبرية والبحرية والجوية،دراسة واحدة من بين مائة حول مستقبل الآليات المدرعة إلى وزارة الدفاع البريطانية من شأنها تحويل الخيال العلمي إلى حقيقة على أرض الواقع.
ويهدف برنامج المركبات المستقبلية المضادة للألغام، والذي يشتمل على مئات الأفكار، إلى إلقاء الضوء على التقنيات والتصورات قصيرة وطويلة الأجل التي يمكن استخدامها لتعزيز فعالية الآليات المدرعة الخفيفة، وتعكس أرقام الأفكار المقدمة حجم البرنامج حيث جرى دراسة 567 تقنية و244 تصوراً بمشاركة 35 مؤسسة.
ومن بين هذه المجموعة المتنوعة من التصورات قام فريق العمل بتطوير سبعة تصورات لمركبات تلقي كل منها الضوء على التقنيات التي من الممكن أن تدعم مهام بعينها، وجرى تحديد ما لا يقل عن 47 من تلك التقنيات على الأقل باعتبارها تستحق المتابعة الفورية لتطبيقها. وتقوم "بي أيه إي سيستمز" بالتناقش حاليا مع وزارة الدفاع حول كيفية إنجاز هذه التقنيات.
حرص فريق "بي أيه إي سيستمز" قدر الإمكان على جمع الأفكار والتصورات من طيف واسع شمل القطاعات الأكاديمية والصناعية، وقامت اللجان بتحديد مجموعة من الأفكار لمزيد من الدراسة والحصول على تمويل من عقد مختبر العلوم والتقنية الدفاعية البالغ قيمته 2 مليون استرليني.
أشرك فريق العمل مدرسة "شانكليا" الإبتدائية الواقعة بالقرب من "نيوكاسل" حيث دعا التلاميذ للمشاركة في دروس تصميم لحثهم على الاهتمام بالهندسة كوظيفة مستقبلية.
تولّى مختبر العلوم والتقنية الدفاعية إدارة الدراسة لحساب وزارة الدفاع، وأعرب "جون هانت"، رئيس الاستراتيجية الأرضية في المختبر، عن اعجابه الشديد بالعمل ليس من حيث المخرجات فحسب؛ بل من حيث الشمولية التي جرت في ظلها الدراسة وما تميزت به من منهجية هندسية لمنظومات متطورة، مشيراً إلى سعادته بعنصر العوائد السريعة على وجه الخصوص باعتبارها تمثل دعماً جوهرياً للعمليات الجارية.
من جانبه صرح هشام عوض الذي يعمل بالتقنيات الناشئة في مشروع المركبات لدى "بي أيه إي سيستمز"، بأن الشركة أرسلت إشارة ذات مغزى لبرامج الآليات المدرعة المستقبلية من خلال عرضها وفوزها بعقود الأبحاث التي تتيح للأفكار اللامعة أن تتحول إلى مركبات مبتكرة ذات قدرات عالية.
وجرى تمديد عقد الفريق للقيام بمزيد من العمل، ويعتزم التقدم إلى مرحلة العمل في النموذج الإفتراضي.
وتشمل التصورات السبعة للآليات "Pointer" الذي يعتبر إنسانًا آليًا يخصص للقيام بالمهام الصعبة والخطرة مثل الاستطلاع الأمامي، و"Bearer" التي تعتبر منصة يمكنها القيام بمهام نقل مجموعة من الأحمال مثل آليات نقل المشاة والدفاع الجوي والإسعاف، فضلاً عن Wraithالتي تشبه آلية صغيرة لعمليات الاستكشاف، وSafeguardناقلة جند متعددة الأغراض أو مركز للقيادة والسيطرة، وChargerالآلية الهجومية ذات قدرات استطلاع وقتال عالية كما تتضمن الـ Raider الذي يعتبر مركبة ذاتية تعمل تلقائياً أو من بعد لأعمال المناوشات، والـ Atlasالذي يعتبر نظام حراسة مكن إضافة أجزاء إليه عند الضرورة يجنّب السائق مضار المسارات الخطرة.
وتشمل الأفكار التي جرى اختيارها للتجربة "الآلية المتعرّقة" التي يمكنها استخدام الماء من نظام دفع بالديزل أو الوقود لتقليل الأثر والبصمة الحرارية للمركبة من خلال خروج الماء عبر مسام على جسم المركبة، كما يمكن إعادة تدوير هذ الماء ليتمكن الجنود من البقاء في الميدان فترة أطول، بجانب التمويه الإلكتروني الذي يمكن المركبة من توفيق عملية التمويه مع الأجواء المحيطة بها عبر استخدم الحبر الإلكتروني.
وتشمل أيضًا "قياسات بيولوجية متكاملة" تسهل أعباء العمل على الجنود في المواقف المزدحمة مثل تقاطعات الطرق والشغب من خلال تشغيل نظام المراقبة بالفيديو لتحديد مثيري القلاقل المحتملين، بجانب "الحماية النشطة" التي تعترض النيران الموجهة للمركبة أو تعطيل الآليات المستهدفة في حين يمكن الدرع المتحرك المركبة من الانتشار في صيغة مدمجة قبل تمديد درعها لزيادة مسافة التفجير، وستستخدم نسخة من هذه التقنية فوق الآلية وتستعين بالمغناطيسات الكهربائية لتوفير الحماية للمركبة من التهديدت الجوية.
كما تشمل المكاسب السريعة الناتجة عن استخدام التقنية المتوفرة "تنقية متطورة للزيت" تزيل الماء والمكونات الدقيقة من زيت المحرك لإطالة عمر المحرك والحد من عمليات تغيير الزيت، علاوة على "توليد الطاقة الحرارية الكهربائية" الذي يستخدم فرق الحرارة بين داخل وخارج أنبوب العادم لتقديم مستويات أفضل بكفاءة الوقود ومزيد من الطاقة الكهربائية وتحسين القدرة على التسلل.
يذكر أن "بي إيه إي سيستمز" شركة عالمية رائدة في الخدمات الدفاعية والأمنية، وتقدم مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات للقوات الجوية والبرية والبحرية، إضافة إلى الخدمات الالكترونية المتطورة وحلول تقنية المعلومات والأمن وخدمات الدعم للعملاء، وتجاوزت مبيعات الشركة، التي يضم فريق العمل بها نحو 100 ألف موظف حول العالم، 22.4 مليار استرليني (36.2 مليار دولار) في عام 2009.