"التيار الشعبي": بيان القوات المسلحة الأخير تدخلًا في ترتيبات السلطة القادمة
الأربعاء 29 january 2014 08:59:00 مساءً
استقبل التيار الشعبي المصري بدهشة البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة نظرا لما يتضمنه من تدخل واضح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وترتيبات السلطة القادمة في مصر، وهو ما يتنافى ـ من وجهة نظرنا ـ مع الدستور والأعراف الديموقراطية والتقاليد السياسية التي يجب على كل الأطراف السعي لإرسائها.
وقال التيار في بيان صادر عنه إن استخدام تعبير “التفويض” في تصريحات شبه رسمية لوصف قرار المجلس الأعلى بشأن ترشح المشير عبدالفتاح السيسي للرئاسة، لم يُصححه البيان الرسمي للمجلس، ما يعد ترسيخا لانطباع يؤكد أن السيسي يخوض تلك الانتخابات مدعوما بالقوات المسلحة، وكأنه مرشحا باسمها.
وأعرب التيار الشعبي عن قلقه، من المصادرة على منصب رئيس الجمهورية، ووأد روح المنافسة السياسية الحقيقية وتكافؤ الفرص وحق الشعب في اختيار رئيسه، بعد ثورتين عظيمتين، أسقط فيهما رئيسين، ويكمل بعدهما طريقه نحو المستقبل.
إن التيار الشعبي كان يتطلع إلى موقف أكثر تخصصا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحيث يكتفي في اجتماعه بمناقشة المستقبل الوظيفي لأي من قادته، دون أن يتدخل في المستقبل السياسي لأي منهم، حال تخليه عن منصبه، ودون تقييم لأى حراك جماهيري يتعلق باسم أي من القادة العسكريين الذين مازالوا في الخدمة، ولم يُسمح لهم دستوريا أو قانونيا بممارسة العمل السياسي.
وأضاف اليان”: إن التيار الشعبي كثيرا ما حذر من خطورة إقحام الجيش الوطني، في الأمور السياسية أو تدخله فيها، وكان موقفا في ذلك بالغ الوضوح، من منطلق الحرص على الجيش، ومكانته العظيمة لدى المصريين، خاصة بعد انحيازه للإرادة الشعبية في 25 يناير و30 يونيو.
وحذر التيار الشعبي من إقحام الجيش الوطني في الأمور السياسية، أو تورطه في دعم مرشح للرئاسة على حساب الآخرين، ونعتبر أن ذلك ينقل الجيش الوطني من جانب الاجماع والتوافق الوطني والمكانة الكبرى لدى الشعب إلى أن يكون “محل خلاف”، وطرف في العملية السياسية، وهو ما لا يليق به ولا نتمناه له.
وأكد التيار الشعبي على احترامه لدور القوات المسلحة في حماية حدود الوطن وأمنه القومي، وتقديره للجهد الرائع والتضحيات الجسام التي يقدمها أبناء القوات المسلحة، في الحرب المستعرة ضد الارهاب، كما يشدد التيار الشعبي على احترامه للمشير عبدالفتاح السيسي، ويعتبر أن بقاءه في منصبه وزيرا للدفاع، ضمانة لمصر وللثورة، خاصة بعد “الاعمال والانجازات التي أشرف عليها لتطوير القوات المسلحة ورفع كفاءتها القتالية والارتقاء بمهارات أفرادها وشحذ روحهم المعنوية”، حسبما جاء في بيان القوات المسلحة.