اختتم وفد حركة 'فتح' زيارته قطاع غزة من دون إحداث اختراق يُذكر في المصالحة والعلاقة مع حركة 'حماس' يضع حداً للانقسام العمودي والأفقي الذي قسّم الشعب الفلسطيني.
وتبادلت الحركتين عقب مغادرة وفد عباس لغزة الإتهامات، كما في جولات سابقة من الحوارات والنقاشات، حيث أصدرت فتح بيانا لها يوم أمس اتهمت حماس من خلاله بالتهرب من المصالحة وأعربت حركة 'فتح'، عن خيبة أملها من إصرار حماس على مواصلة سياسة التَّهرب من المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام ومعاناة أهلنا في قطاع غزّة تحت حُجج ومبررات واهية.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على الحوارات التي جرت ، إنه على رغم الاتفاق بين الحركتين على تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الرئيس محمود عباس، إلا أنه لم يتم الاتفاق على موعد تشكيلها.
ولم يعلن الطرفان أي موعد محدد لتشكيل الحكومة ما يعني عدم وجود موعد محدد وواضح لتنظيم الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو إعادة إعمار قطاع غزة، أو إعادة توحيد الجهاز الحكومي البيروقراطي، بخاصة أن جهازين حكوميين تشكلا خلال السنوات السبع الماضية من عمر الانقسام.
وركز قادة الحركتين في تصريحاتهم خلال أيام الزيارة على التوافق على تشكيل الحكومة، من دون تحديد موعد، وتنظيم الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيلها.
وتجاهل الطرفان نقاط الخلاف التي ظهرت خلال المفاوضات، وهي الموظفون الذين تشغلهم 'حماس' منذ سبع سنوات
ويبلغ عدد موظفي 'حماس' نحو 50 ألف موظف.
وأشارت المصادر الى أن هنية طلب من 'رباعي فتح' أن تتم تسوية 30 ألفاً منهم، من خلال دمجهم في هياكل السلطة الفلسطينية، لكن 'فتح' قالت إن ذلك يتطلب فحص كل حال على حدة.
وفي نهاية الأمر 'انتزعت' حركة 'حماس' من 'فتح' موافقة على تشكيل لجنة مهمتها العمل على استيعاب ودمج موظفي 'حماس' في هياكل السلطة بعد تشكيل الحكومة.
لكن وفد 'فتح' واجه طلباً صعباً آخر لـ 'حماس' وهو إبقاء أجهزتها الأمنية على حالها وتحت إمرة مسؤول داخلية حماس فتحي حماد.
وأبلغت 'حماس' الوفد الرباعي بأن الحركة تواجه ضغوطاً هائلة من قياداتها وكوادرها في الضفة الغربية بعدم تقديم أي مبادرات حسن نية لأن مبادراتها من قبيل السماح لـ 'فتح' بالعمل بحرية في غزة وإطلاق معتقلين والسماح بعودة كوادرها من الخارج لا تقابله إجراءات مماثلة من السلطة إزاء 'حماس' في الضفة الغربية.
وبعد تشكيل الحكومة يواجه الطرفان مشكلة الأجنحة المسلحة التابعة للفصائل، بخاصة 'كتائب القسام' الذراع العسكرية لحركة 'حماس' ودورها في ما بعد المصالحة وفي المستقبل.
وفي نهاية المشاورات اتفقت الحركتان على أخذ مزيد من الوقت لإجراء مشاورات داخلية والإجابة عن أسئلة جوهرية تجسر الهوة بين الطرفين.
وتوقعت مصادر عدم زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد الى غزة إلا في حال كان لدى الطرفين إجابات شافية عن كثير من الأسئلة والقضايا التي تعترض طريق تشكيل حكومة التوافق الوطني وإنجاز مهماتها الثلاث المتمثلة في تنظيم الانتخابات العامة وتوحيد مؤسسات السلطة وإعادة إعمار قطاع غزة.