شيعت جموع غفيرة أمس، ضحايا الحادث المروري المروع الذي وقع على طريق الهجرة، إلى مقبرة بقيع الغرقد، بعد أن أديت الصلاة عليهم في المسجد النبوي عصر أمس.
من جهته، أوضح مدير الطوارئ والأزمات بصحة المدينة المنورة الدكتور خالد السناني أنه جرى توجيه ست فرق طبية لموقع الحادث لفرز الحالات، مؤكدا إعلان حالة طوارئ في مستشفيات وادي الفرع، الميقات، الملك فهد، السعودي الألماني.
وبين السناني أن عدد المصابين المنقولين 46 شخصا من جنسيات مختلفة سعوديين، باكستانيين، أفغانيين، ومصاب من الجنسية المصرية، وآخر من الجنسية السودانية، لافتا إلى أن بعض المصابين غادروا المستشفيات بعد الاطمئنان على صحتهم.
وأوضح أن عدد الوفيات 10، منهم 4 سعوديين و4 من الجنسية الباكستانية واثنان لم يتم التعرف عليهم بعد.
وطبقًا لما نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، وقع الحادث المأساوي يوم الأحد على الكيلو 100 في طريق الهجرة، حين انفجر إطار حافلة تضم 47 معتمرا باكستانيا ما أدى إلى انحرافها وارتطامها بسيارة صغيرة بها خمسة سعوديين، وتسبب الحادث في وفاة ستة معتمرين باكستانيين وأربعة سعوديين، وإصابة الخامس الذي يرقد في العناية المركزة في مستشفى الملك فهد، إضافة إلى إصابة 34 معتمرا باكستانيا، وزعوا على مستشفيات المدينة المنورة المختلفة لتلقي العلاج.
إلى ذلك، وصف عدد من مصابي حادث حافلة المعتمرين الباكستانيين على طريق الهجرة، اللحظات التي عاشوها خلال انحراف حافلتهم وارتطامها بشاحنة على الطريق بـ "المفزعة والمؤلمة"، لافتين إلى أنهم لا يعون من الحادث سوى ارتطام حافلتهم بالمركبة.
من جهته قال المصاب الباكستاني، نذير عاصم الذي يرقد في المستشفى أنهم عاشوا وضعا مؤلما ومرعبا خلال الحادث، لافتا إلى أنهم كانوا في طريقهم من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وكان يجلس في المقاعد الوسطى للحافلة ولم يتذكر في تلك اللحظات إلا انحراف مركبتهم وارتطامها بشاحنة، وبعدها لم يفق إلا وهو في المستشفى.
وقال: الحمد لله على كل حال، ولم أعلم حتى اللحظة من رفاقنا حيا ومن توفاه الله".
واستهل محمد أرمد حديثه بالقول أحمد الله أن كُتب لنا حياة جديدة بعد لحظات مميتة، عشنا فيها موقفا صعبا، لافتا إلى أنه كان نائما ولم يستيقظ إلى على ارتطام الحافلة وانقلابها، ومن ثم دخل في غيبوبة لم يفق منها إلا بجواره الأطباء، لافتا إلى أنه يتمتع حاليا بصحة جيدة ولله الحمد.