أظهرت احصائيات للبنك المركزي إن ودائع العملاء بالبنوك ، ارتفعت خلال شهر نوفمبر الماضي بمعدلات أعلي من المعتاد، بسبب عدة أسباب على رأسها غياب البديل الآمن في السوق المحلية لتوظيف المدخرات.
وقال البنك المركزي ، إن ايداعات العملاء بالبنوك ارتفعت بقيمة 20.7 مليار جنيه (2.97 مليار دولار)، في نهاية نوفمبر الماضي لتصل القيمة الاجمالية لها إلى 1.262 تريليون جنيه ( 181.3 مليار دولار)، مقارنة بنحو 1.241 تريليون جنيه ( 178.3 مليار دولار)، في نهاية أكتوبر الماضي.
ووفقا لبيانات البنك، بلغت قيمة الزيادة في الإيداعات خلال شهر أكتوبر 2013 نحو 11.3 مليار جنيه ( 1.62 مليار دولار)، بينما بلغت 13 مليار جنيه ( 1.86 مليار دولار)، في سبتمبر ونحو 5.2 مليار جنيه (747.1 مليون دولار)، خلال شهر أغسطس الماضي.
وأضاف البنك المركزي ، في نشرته الشهرية،أن الزيادة في الايداعات تعود إلى "زيادة الايداعات بالعملة المحلية في الوقت الذى تراجعت فيه الايداعات بالعملة الأجنبية".
وأوضح أن اجمالي قيمة الايداعات بالعملة المحلية في البنوك العاملة بالسوق المصرية، ارتفعت لتسجل 972.9 مليار جنيه، في نهاية نوفمبر الماضي مقارنة بنحو 951.4 مليار جنيه، في نهاية أكتوبر الماضي، وذلك وفقا للنشرة الشهرية للمركزي المصري.
وبحسب أرقام البنك المركزي ، تراجعت قيمة الايداعات بالعملة الأجنبية لدى البنوك لتسجل 289.3 مليار جنيه في نهاية نوفمبر الماضي، مقارنة بنحو 290.1 مليار جنيه في نهاية اكتوبر الماضي.
وقال هشام ابراهيم، أستاذ المحاسبة والتمويل بجامعة القاهرة ، إن "زيادة الودائع بشكل كبير في البنوك خلال شهر نوفمبر الماضي، تعود إلى عدد من الأسباب على رأسها عدم وجود بديل آمن في السوق المحلية لتوظيف المدخرات".
وأضاف إبراهيم ، أن "الزيادة في الايداعات كانت بالرغم من تخفيض أسعار الفائدة على حسابات التوفير والشهادات الادخارية، حيث تراجعت أسعار الفائدة من نحو 13% إلى نحو 11.5% على الشهادات لأجل ثلاثة سنوات".
وأوضح إبراهيم أن هناك العديد من الأفراد لجأوا إلى زيادة ودائعهم، خشية من تخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر في البنوك، لهذا كانت المسارعة للاستفادة من أكبر سعر فائدة متاح حتى وإن كان أقل من مستويات كانت سائدة قبل أشهر".
وقال:" السبب الثاني أن الاستثمار في أدوات أخرى مثل الذهب ارتفعت مخاطرة لاسيما مع التذبذب الكبير في أسعاره عالميا ومحليا وهو ما جعل هناك انصراف عن زيادة الاستثمار في هذه الأداة".
وحول أسباب عدم التوجه نحو تحويل الايداعات من الجنيه إلى الدولار، مع انخفاض أسعار الفائدة على الجنيه، قال إبراهيم إن "البنك المركزي استخدم في الفترة الأخيرة سياسة أقلقت المضاربين على الدولار".
وأوضح أن سياسة البنك المركزي ، قامت علي طرح عطاءات دولاريه كبيرة بشكل غير دوري وعلى فترات متقاربة، وهو الأمر الذى يتسبب في تآكل نسبة الزيادة في أسعار الدولار امام الجنيه، كلما حدث ذلك، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى زيادة مخاوف المضاربين علي العملة الأمريكية".
وطرح البنك المركزي 1.5 مليار دولار كعطاء دولاري للبنوك لاستيراد السلع الأساسية في نهاية يناير الماضي .