أكد عدد من الخبراء والمسئولين المصريين المتخصصين في مجال الطاقة النووية أن هناك مخاوف كبيرة للغاية وجدت عبر حدودنا الشرقية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب تسرب الإشعاعات النووية من منشآت إسرائيل النووية إلى حدودنا، خاصة بعد أن تم الإعلان في الأردن مؤخرا عن زيادة نسبة تسرب الإشعاع النووي الإسرائيلي لحدوده مع إسرائيل.
وقال الخبراء النوويون إن مفاعل "ديمونا" الإسرائيلي بصحراء النقب الذي يبعد حوالي 70 كم فقط عن حدودنا الشرقية، أصبح خطرا داهما يهدد كلا من مصر والأردن، خاصة أنه أصبح مفاعلا قديما ومتهالكا ونسب الإشعاع الذرى المنبعثة منه خطيرة جدا على الحياة بهذه المنطقة بمن فيها الإسرائيليون أنفسهم.
وأكد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، أن المفاعل الذرى الإسرائيلي في منطقة "ديمونا" يشكل خطرا كبيرا على الإسرائيليين أنفسهم، وكشف أبو شادي أن العاملين بالمفاعل والعائلات التي تسكن بالقرب منه رفعوا العديد من القضايا بالمحاكم الإسرائيلية ضد حكومتهم لوقف نشاط المفاعل بسبب تفشى الأمراض السرطانية بينهم والناتجة من التسرب الإشعاعي هناك.
وأوضح أن إسرائيل تمتلك حوالي 6 مفاعلات نووية، من بينها "ديمونا" الذي يعمل بالماء الثقيل، وهو يشبه كثيرا المفاعل الذي تنوى إيران بناءه حاليا في منطقة "أراك"، مشيرا إلى أن وقود هذا المفاعل الإسرائيلي يتحول إلى مادة "البلوتونيوم" المشع، والذي تنتج تل أبيب منه كميات ضخمة سنويا.
وأكد أن مصر تقوم بدورها من خلال جهاز "الأمان والرقابة النووية"، الذي أصبح يتبع حاليا رئاسة مجلس الوزراء مباشرة، في رصد الإشعاعات النووية القادمة من حدودها.
وكشف أبو شادي أن مفاعل "ناحال سوريك" من ضمن المفاعلات النووية الإسرائيلية التي تشكل خطورة على كل من مصر والأردن، مشيرا إلى أنه مفاعل أمريكي الصنع ينتج 5 ميجا وات فقط، وهو المفاعل الوحيد الذي تفتش عليه وكالة الطاقة الذرية من بين جميع المنشآت النووية الإسرائيلية بالنقب، ورغم ذلك لا تقوم الوكالة بتفتيش دقيق عليه.
ومن المعروف أن معظم المواقع النووية الإسرائيلية، بما فيها مفاعل "ديمونا" النووي، تقع في صحراء النقب المتاخمة للحدود المصرية أيضاً، مما يهدد بوقوع كارثة على الجانب المصري، كما حدث بالأردن.