أنشأت الحكومة الأمريكية بشكل سري تطبيقاً يشبه تطبيق التواصل الاجتماعي تويتر، من أجل تدمير الحكومة في كوبا، بحسب ما أفاد تحقيق استقصائي نشرته وكالة أنباء الاسوشييتد برس.
وقالت الوكالة بأن مسؤولين أميركيين طوروا تطبيقا يدعى ZunZuneo، سمي بهذا الاسم تيمناً بالطائر "الزنان" بهدف إشاعة عدم الاستقرار.
موضوع محاولات أمريكا لتقويض نظام حكم كاسترو في هافانا ليس جديداً، فقد كان هناك السيجار المسموم، والأصداف المتفجرة، وأقراص الدواء المميتة، وبدلة الغوص القاتلة، ولكن عمل طبخة تكنلوجية لإشعال ثورة، فهذا أمر مختلف.
وللالتفاف على سيطرة القبضة الحديدية على التكنلوجيا والتأثير الخارجي عبر الانترنت، تم تصميم ZunZuneoبتكنلوجيا أقل تطوراً من تويتر يعمل على إرسال رسائل نصية من خلال الهاتف المحمول.
الهدف واضح: إعادة أحياء نوع من المنادين بالديمقراطية، احتجاجات يغذيها تويتر أشعلت الربيع العربي عام 2011، وأطاحت بالحكومات في مصر، وتونس وأماكن أخرى.
التطبيق حاز على 40 ألف مشارك عام 2011، ولكنه اختفى في منتصف 2012 تحت وطأة الضغط من الحكومة الكوبية، واستشهدت الوكالة بوثائق حساسة، وعدد من المقابلات مع متعاقدين اشتغلوا في هذه العملية السرية، ولم يصرحوا بأسمائهم.
المظهر المروع لهذا الكشف، هو أن المشروع بالكامل،لم يدار من قبل جواسيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ CIA، وبدلاً من ذلك أدارته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي توزع المساعدات الإنسانية. ولم تعقب وزارة الخارجية بشكل فوري على هذا التقرير.
إطلاق برنامج ZunZuneoتزامن مع إرخاء قبضة قوانين الحكومة الكوبية على التكنلوجيا والاتصالات، فلم يكن بامكان الكوبيين شراء أجهزة الكمبيوتر حتى عام 2007، ولم يسمح لهم بامتلاك أجهزة الهاتف الخلوي حتى عام 2008، وكان الولوج إلى الانترنت يتم بصعوبة، ومتوفر في مقاهي الانترنت بأسعار عالية.
وربما كان تطبيق ZunZuneoمشروعاً سرياً للحكومة، ولكن وجوده لم يكن مدهشاً، بحسب جورغي دواني، مدير معهد الأبحاث الكوبية بجامعة فلوريدا في ميامي، الذي تسائل إن كانت هذه المحاولة تملك فرصة للنجاح، وقال إنه "لا يتوقع أن يحدث انفجار جماهيري مفاجئ لأناس ينزلون إلى الشارع يقاتلون من أجل التغيير أو طلب تغيير جوهري في النظام حتى الآن."