وقعت الكويت وإيران عددا من اتفاقيات التعاون الاقتصادى فى مجالات السياحة والجمارك والخدمات الجوية والبيئة وقالت إن الكويت تسعى لاستيراد الغاز الإيرانى لسد احتياجاتها المتزايدة منه.

وبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس الأحد زيارة لإيران وصفتها وسائل إعلام محلية بأنها غير مسبوقة نظرا لكونها الأولى لأمير كويتى منذ الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979.

وتسعى الكويت الغنية بالنفط والتى تنتهج سياسة خارجية متحفظة إلى تحسين علاقاتها الإقليمية سواء فى المنطقة العربية أو فى أفريقيا وآسيا وتفضل دائما استخدام المدخل الاقتصادى كبوابة للتعاون بين الدول بعيدا عن القضايا السياسية الشائكة.

ولا تتخذ الكويت التى يوجد يعيش بها أقلية شيعية كبيرة موقفا متصلبا من البرنامج النووى الإيرانى وإنما تفضل دائما السعى لإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم مع طهران.

وقال وزير النفط الكويتى فى تصريحه لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ليلة أمس من طهران إن إيران يوجد بها كميات كبيرة من الغاز مؤكدا "حاجة الكويت إلى الغاز الإيرانى عن طريق التعاون بين الجانبين من أجل استيراده عن طريق توقيع اتفاقية بهذا الشأن."

وتحتاج الكويت عضو منظمة أوبك للغاز الطبيعى بشدة لتشغيل محطات الكهرباء التى يتزايد عليها الضغط بقوة خلال فصل الصيف شديد الحرارة والذى يتزايد فيه استخدام أجهزة التكييف.

وخلال الشهرين الماضيين وقعت الكويت ثلاث اتفاقيات تضمن لها استيراد نحو 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعى المسال سنويا من شركات شل وقطر غاز وبي.بي.

ولم تتمكن رويترز من الوصول لأى من مسئولى مؤسسة البترول الكويتية لتوضيح ما إذا كانت هناك اتفاقيات سيتم توقيعها بشأن استيراد الغاز من إيران.

وأكد العمير أن المباحثات بين أمير الكويت والرئيس الإيرانى حسن روحانى تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات لا سيما فى مجالى النفط والغاز مبينا أن الكويت وإيران من اكبر الدول المصدرة للنفط "لذا فباستطاعة البلدين تبادل الخبرات والتنسيق فى مجال النفط استخراجا وتسويقا وتكريرا".

ونقلت كونا عن وزير المالية الكويتى أنس الصالح قوله ان الاتفاقية التى تم توقيعها بشأن التعاون فى الشؤون الجمركية بين الكويت وإيران "ستعمل على تسهيل إجراءات التبادل التجارى ودخول السلع والبضائع بين البلدين."

بينما دعا نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة عبد المحسن المدعج إلى العمل على رفع حجم التبادل التجارى بين الكويت وإيران مبينا أن حجم التبادل التجارى بين الدولتين يصل إلى نحو 150 مليون دولار سنويا وهو "أمر لا يرقى الى طموح البلدين".

وذكر المدعج أنه جرى توقيع اتفاقية مع معاون وزير الصناعة الإيرانى مهدى كرباسيان للتعاون فى مجال تزويد الكويت بالحديد الصلب الإيرانى واصفا هذه الاتفاقية بأنها "فاتحة خير بين الكويت وإيران فى مجال التعاون الصناعى بين البلدين."

وحول اتفاقية التعاون السياحى قال المدعج طبقا لتقرير كونا "نحن نعمل على تطوير العلاقات السياحية بين البلدين والجميع يعلم أن إيران يقصدها الكويتيون للسياحة نظرا لما تتمتع به مدنها من مناظر طبيعية خلابة وأجواء مناخية رائعة إضافة إلى أن الكويتيين يقصدونها أيضا للسياحة الدينية."