أكد أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن مواجهة التحديات والتغيرات المناخية الراهنة يتطلب من جميع الدول العربية حكومات وهيئات التدخل بمختلف السبل لتعزيز التنمية الزراعية، خاصة في البلدان الأكثر تأثرا وتضررا والسعي في انتهاج سياسات زراعية فاعلة لتحسين الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي فيها، مضيفا أن مصر تضع خبراتها تحت تصرف الأشقاء العرب في مختلف مجالات التدريب وتبادل المعلومات والأبحاث العلمية والتجارب الحقلية.

وقال الوزير، في افتتاحه اجتماعات الدورة 32 للجمعية العمومية للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، اليوم المنعقدة في القاهرة، إن الاجتماعات تبدأ مع احتفال مصر بانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، والانتهاء من الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق، مشيرا إلى أن مصر من أوائل الدول التي شاركت في تأسيس المركز عام 1969.

وأضاف "منطقتنا تواجه تحديات كثيرة نظرا لما نواجهه من فجوة غذائية، خاصة محاصيل الحبوب والسكريات والزيوت، ونواجه تحديات لمواجهة الكثير من المشاكل المرتبطة بإدارة المياه، لافتًا إلى أنه لابد من تعزيز الأمن المائي وإعادة استخدام المياه والاستثمار في تمويل مجاري الأنهار وإقامة الخزنات، مشيرا إلى أن خمس إنتاجنا من الأسماك يأتي من الاستزراع باستخدام مواردنا المائية، وأن 30% من غذائنا يأتي من 17% من الأراضي القابلة للزراعة، مؤكدا أن تطوير المياه يمثل استقرار الموارد الغذائية".

وأفاد الوزير،بأن خطة الوزارة تهدف إلى الاعتماد على التكنولوجيا وإدخال سبل للميكنة الحديثة واستنباط الأصناف النباتية المواجهة للحرارة والجفاف والتصحر والأمراض واستخدام الطرق الحيثة للري.

ودعا أبو حديد إلى دعم دور المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" لتنفيذ برامج تخدم احتياجاتنا وتحقق طفرة في الأمن الغذائي وتضع وزارة الزراعة المصرية كافة إمكانياتها لخدمة المركز، لرفع وبناء القدرات وصيانة واستغلال الموارد الطبيعية والعمل على مكافحة الجفاف وإنتاج تقاوي تتحمل الملوحة في إطار التغيرات المناخية.

وأشاد بالدور الذي يلعبه أكساد من خلال محطاته البحثية ومشاريعه وأنشطته في مختلف مجالات عمله في المناطق الجافة وشبه الجافة والذي يسهم بكل جدية ومسئولية في تطوير الموارد الطبيعية والبشرية في هذه المناطق واستثمارها بالشكل الأمثل بما يعزز الأمن الغذائي في الوطن العربي.

من جانبه، قال وزير الزراعة اللبناني، ورئيس الجمعية العمومية للمركز العربي "أكساد"، أكرم شهيب، إن أكساد لعبت دورا مساندا للبنان من خلال مشاريع التنموية جديدة تهدف إلى دعم مشاريع الأمن الغذائي في مجال إنتاج القمح والمحاصيل الاستراتيجية وزراعة الأشجار المثمرة الملائمة للمناطق الجافة.

وأشار شهيب إلى تنفيذ أكساد مشاريع دراسة برك حصاد مياه الأمطار في مناطق مختلفة من لبنان، وتنفيذ دراسة جدوى لمشروع الحد من ظاهرة تداخل مياه البحر في منطقة الحازمية بلبنان والاستفادة من خبراته في مجال التحسين الوراثي للأغنام والماعز.

وأضاف الدكتور محمد التويجري، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن الجامعة تعتبر "أكساد"، في طليعة منظمات العمل العربي المشترك، لافتا إلى أنه فخر لجامعة الدول العربية أن ينضوي تحت مظلتها مركز كـ"أكساد"، داعيا الدول العربية للاستفادة القصوى من "أكساد"، كمركز بحثي علمي تطبيقي يعمل أكثر مما يقول، ودعمه ماديا ومعنويا، مشيرا إلى أن المركز على الرغم من محدودية موارده المالية حقق العديد من الإنجازات لتحقيق تنمية عربية مستدامة.

وقال الدكتور رفيق علي صالح المدير العام للمركز العربي أكساد إن خطة عمل أكساد في العامين الماضيين اشتملت علي 39 برنامجا تضمنت 94 مشروعا بحثيا ودراسيا، و66 دورة تدريبية ولقاء علميا، مضيفا أن المركز حقق إيرادات العام الماضي بلغت 4 ملايين دولار مما يعكس الثقة المتنامية لمؤسسات التمويل العربية ومؤسسات التنمية العربية.