الأمن مسألة فى غاية الأهمية بالنسبة لنا كمستهلكين، ولهذا السبب نستثمر فى أنظمة إنذار عالية التقنية فى منازلنا وفى برامج مكلفة لمكافحة الفيروسات فى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا.

وعلى الرغم من ذلك، كم شخص منا فكّر بما يحدث بعد استخدامنا لبطاقات الائتمان أو الخصم لتسديد بدل مشترياتنا عند نقاط البيع؟ أين تذهب بياناتنا؟ أو من يحميها؟ خلال ثوان معدودة بعد تسليم بطاقاتنا، نكون قد دفعنا وذهبنا فى طريقنا، من دون التفكير مليا بالعملية التى تجرى وراء الكواليس.

فى الواقع، هناك عملية منظمة بعناية وراء كل معاملة، عندما يستخدم المتسوق بطاقته لشراء حذاء مثلا، فإن البنك الذى يتعامل معه التاجر هو الذى يسدد ثمن الحذاء، ثم يقوم البنك المصدّر للبطاقة بسداد مبلغ الشراء للبنك اللذى يتعامل معه التاجر فى غضون 24 إلى 48 ساعة فى العادة، وفى النهاية، يقوم البنك المصدّر للبطاقة بتحصيل المبلغ من خلال سحب الأموال من حساب حامل البطاقة فى حال تم استعمال حساب الخصم أو من خلال الفواتير فى حال تم استعمال حساب الائتمان.

وبوجود كل هذه الروابط والأطراف المعنية بالعملية، قد تتساءل كمستهلك عن مسألة أمنها بشكل عام. كيف يمكن للنظام أن يتحقق بأنك أنت فعلًا، حامل البطاقة الحقيقي، هو من يقوم بالتسوق؟ ماذا يحدث فى حال فقدت بطاقتك؟ هل سيتمكن لص ما من القيام بعملية احتيال، مستغلًا بياناتك بنفس السرعة والسهولة؟

فى المرة المقبلة التى تستعمل فيها بطاقتك، فكر قليلًا كيف يقرر البنك الذى تتعامل معه الموافقة أو عدم الموافقة على طلبك.

ينبغى أن تمر كل العمليات من خلال شبكة معالجة المدفوعات، خدمات إدارة المخاطر المتطورة جدا ضمن شبكة المدفوعات تضمن حماية كل طرف داخل منظومة المدفوعات ابتداء من حامل البطاقة مثلك، مرورا بالتجار والبنوك من الخسائر الناجمة عن عمليات الاحتيال والسرقة، أو من الاستخدام غير المصرح به لبطاقات الخصم والائتمان.

ربما يعتمد البنك الخاص بك على خدمات إدارة المخاطر كنظام فيزا المتقدم للموافقة (VAA) الذى يرصد المعاملات، ويشكف أنماط إنفاق غير عادية، ويسجّل إمكانية حصول عملية احتيال، كل ذلك فى الوقت الفعلى، شبكة المدفوعات تحلّل آلاف الأمثلة المتعلّقة بمعاملات شراء صالحة وتعمل باستمرار على تحديث أنماط معاملات الحساب، بحيث يمكن تقييم العمليات الشرائية المستقبلية بالاعتماد على أحدث المعلومات.

على سبيل المثال، إذا استعملت بطاقتك لشراء الموسيقى عبر الإنترنت، يتم تعريف عملية شراء جهاز تليفزيون باهظ الثمن بشاشة عريضة فائقة الدقة، ربما فى بلد آخر على أنها عملية غير اعتيادية من خلال نظام المدفوعات، فيتم إذا إرسال تقرير باحتمال وجود شبهات احتيال فى هذه العملية إلى الجهة المصدّرة للبطاقة، البنك الذى تتعامل معه، مع معلومات حول ما إذا كانت العملية جزء من اختراق طرف ثالث لأمن البيانات.

مع توفّر هذه المعلومات بسهولة، يستطيع البنك الخاص بك الرد بشكل فورى على التاجر موجّها بقبول المعاملة أو رفضها، فى حال وجود اشتباه، قد تختار مؤسستك المالية تجميد الرسوم بشكل مؤقت وتعلمك فى أسرع وقت ممكن بالتحقق من شرعية تلك الرسوم.

هذا الأمر مهمّ جدا لأن القدرة على تحليل المعاملات فى الوقت الحقيقى تساهم فى إيقاف عملية الاحتيال عند نقطة الدفع – حتى قبل أن تتم العملية.

بإمكانك أيضًا القيام بدور فعال فى إدارة إنفاقك وحماية حساباتك، يمكن استلام رسائل التنبيه حول معاملاتك بواسطة البريد الإلكترونى أو الرسائل النصية القصيرة نيابة عن البنك الخاص بك مباشرة من شبكة المدفوعات فى غضون ثوان من حدوث العملية، تطلق رسائل التنبيه هذه عندما تتطابق العملية مع معايير معينة كنت قد قمت باختيارها، مما يمكّنك من مراقبة حساباتك لرصد أية عمليات غير اعتيادية مما يمكنك من اتخاذ اجراءات فورية والحد من أى احتمال احتيال أو إيقافه.

تأكد دائمًا من مكان وجود بطاقتك واحفظها فى مكان آمن، لا تشارك الآخرين أبدًا رقم التعريف الخاص بك وحاول اختيار أرقام فريدة بالنسبة لك ولا يسهل نسخها. نحن ننصح حاملى بطاقاتنا بعدم اعتماد الأرقام 1111 أو 2222 مثلا كرقم تعريف، بالنسبة لكلمات السر، اختر ثمانية أحرف أو أكثر مع حروف وأرقام ورموز وعلامات ترقيم. استخدم كلمات سرّ مختلفة للمواقع المختلفة واحرص على تغييرها بانتظام.

فى كل مرة تستعمل فيها رقم التعريف الخاص بك، أحجبه بقدر الإمكان عن أعين المتطفلين واحفظه آمنا أى لا تعطه لأى شخص، فى حال فقدان البطاقة، قم بالإبلاغ عن ذلك فورًا: اتصل بالبنك أو بالجهة المصدّرة للبطاقة وسيقومون بإيقاف البطاقة فورًا وتزويدك ببطاقة بديلة، كلما أسرعت بالإبلاغ عن فقدان البطاقة، كلما أمكن استبدال البطاقة بسرعة.

قد يقوم المحتالون باعتماد وسائل غش أو إرسال رسائل مغشوشة عبر البريد الإلكترونى لخداعك وإقناعك بتقديم معلومات شخصية حساسة، راجع بحرص تام كل بريد إلكترونى يطلب معلومات شخصية ومن ثم تحقق من شرعية الطلب عن طريق البحث عن هاتف الشركة وقم بالاتصال للتحقق من صحة الطلب، تذكر بأن فيزا والبنوك لا تطلب معلومات شخصية بواسطة البريد الإلكترونى ما لم يقم حامل البطاقة بالاتصال أولا.

عند استخدامك لبطاقتك على شبكة الإنترنت، تحقق من أن الموقع يحوى رموزا أمنية مثل خدمة "التحقق من فيزا" عندما يتعلق الأمر بإجراء مدفوعات، فهذا ضمان بأن الموقع آمن وأنه يمكنك إجراء عملية شرائية بثقة، هذه بعض الخطوات التى يمكن للناس اتباعها.

وتتضمن قائمة الاحتياطات الأخرى التوقيع على بطاقاتك بمجرد استلامها، لا تنس بأن تقوم بتقطيع وإتلاف بطاقتك القديمة أيضا.

يمكن استغلال الفراغات المتاحة على إيصال السداد الذى يقدّم لك بوضع مبالغ إضافية، لذا أحرص على وضع المبلغ الإجم إلى قبل توقيع الإيصال.

احتفظ بكل إيصالاتك وقسائم الرسوم فى مكان آمن كى تكون فى متناول يدك فى حال تعرّضك للاحتيال، حافظ على بياناتك الحساسة، وقم بتقطيع كل التقارير، قبل التخلص منها.

فشركة فيزا، على سبيل المثال تمرّر 150 مليون معاملة يوميًا، وكل يوم، تربط 2.1 مليار بطاقة فى ملايين مواقع القبول و2.0 مليون جهاز صراف آلى و15,500 مؤسسة مالية. ويترجم هذا الواقع إلى أكثر من 6.5 تريليونات من الدولارات من حيث إنفاق المستهلكين كل عام فى العالم.