سجلت شركة السيارات اليابانية "تويوتا"، تراجعًا حادًا فاق التوقعات فى أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالى، بعد أن تأثرت نتائجها المالية بالزلزال المدمر، الذى ضرب اليابان فى 11 مارس وما صاحبته من أمواج المد، التى وصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، أخذت فى طريقها الأخضر واليابس.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "رويترز"، فلم تعط تويوتا- أكبر شركة سيارات فى العالم من حيث المبيعات- أى توقعات بشأن نتائجها المالية خلال العام المالى الحالى، نظرًا لاستمرار الاضطراب فى عمليات الانتاج، الا انها أشارت إلى أن عمليات الانتاج بدأت فى التعافى قبل موعدها المتوقع بشهرين، بعد أن عادت شركات قطع الغيار للعمل مجددًا.
وتنكشف شركات السيارات اليابانية على السوق المحلية بالبلاد، ما أضر بنتائجها المالية، وتعد تويوتا الأكثر انكشافًا على السوق اليابانية بنسبة 38% من مبيعات سياراتها بالبلاد، فيما تتعرض هوندا موتور للسوق اليابانية بنسبة 25%، وهى النسبة ذاتها التى تنكشف بها شركة نيسان موتورز، وهو السبب الذى اعتبر عاملًا رئيسيًا وراء تباطؤ تعافى شركة السيارات اليابانية، مع ارتفاع قيمة الين مقابل الدولار.
وتراجعت الأرباح التشغيلية للشركة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالى بنسبة 52% لتصل إلى 46.1 مليار ين (570 مليون دولار)، مقارنة بالمتوسط المتوقع بنحو 94.6 مليار ين، الذى توقعه 17 محللا قامت رويترز باستطلاع آرائهم.
وهبط صافى أرباح الشركة متضمنا أداءها فى الصين بنسبة 77% مسجلا 25.4 مليار دولار.
وبالنسبة للعام المالى بأكمله المزمع انتهاؤه فى مارس 2012، يتوقع المحللون أن تحقق الشركة أرباحًا تشغيلية بقيمة 307.5 مليار ين (3.83 مليار دولار)، بانخفاض نسبته 34% عن أرباحها، التى جنتها العام الماضى، والتى بلغت 468 مليار ين.
ويبقى الاضطراب فى عمليات إنتاج تويوتا بمثابة خطر يهدد زعامة تويوتا على عرش شركات السيارات فى العالم، وتوقعت وكالة أسوشيتيد بريس الأمريكية"AP" أن تحصد "جنرال موتورز" لقب أكبر مصنع للسيارات فى العالم هذا العام، وتستعيد صدارتها من شركة السيارات اليابانية "تويوتا"، بعد تضرر الأخيرة من المشاكل التى اعترت عمليات الانتاج بعد تضرر عمليات إنتاجها من الزلزال، الذى ضرب البلاد مارس الماضى، لتعود "جنرال موتورز" إلى مكانتها الاولى، التى ظلت مستحوذة عليها منذ عام 1932 حتى عام 2008.
كان زلزالا بقوة 9 درجات بمقياس ريختر قد ضرب اليابان فى 11 مارس الماضى، وصاحبته أمواج مد بارتفاع 10 أمتار "تسونامى" أخذت فى طريقها الأخضر واليابس، وتسببت فى انفجار عدة مفاعلات نووية كانت تستخدم فى توليد الكهرباء، ما أدى إلى تعطل بعض المصانع وتوقف بعضها، الأمر الذى أضر بسلاسل التوريد ومن ثم دورة الانتاج.
ولا تقتصر مشاكل "تويوتا" على الاضطراب، الذى ساد عمليات الانتاج فحسب، إذ لم تفق الشركة اليابانية بعد من مشكلاتها، التى تبعت عمليات استدعائها الكثيرة لسياراتها، بسبب مشاكل تتعلق بالسلامة.
وتحظى شركة السيارات الأمريكية "جنرال موتورز" بمكانة قوية فى الصين والولايات المتحدة - أكبر سوقين فى العالم حيث ترتفع مبيعاتها هناك، لاسيما شريحة السيارات الصغيرة.
واذا ما تمكنت "جنرال موتورز" من إزاحة "تويوتا" عن المركز الأول من حيث المبيعات خلال هذا العام، سيضيف ذلك الأمر مشكلة أخرى على مشاكل "تويوتا" القائمة، التى تتمثل فى اتساع حملة استدعائها السيارات، بسبب مشاكل السلامة، إلى أن وصل عدد السيارات التى استدعتها "تويوتا" إلى 14 مليون سيارة على مستوى العالم، مما أضر بسمعة شركة السيارات اليابانية ودفع بالمشترين الذين ما دام فضلوا "تويوتا" فى السابق نحو توجيه أنظارهم إلى علامات تجارية أخرى.
وتشير بعض التقديرات الأولية إلى أن تلك الأزمة أضرت بشركة السيارات اليابانية، وعطلت إنتاج 260 ألف سيارة.
يُذكر أن "تويوتا" باعت 8.42 مليون سيارة وشاحنة خلال العام الماضى، وهو ما يعد أكثر قليلًا من "جنرال موتورز" التى باعت 8.39 مليون سيارة.