أصاب فيروس “الإيبولا” عددا من الحالات فقط خلال شهر مارس الماضي في غينيا، والآن تشهد الدولة الإفريقية وجارتاها سيراليون وليبيريا أسوأ معدلات انتشار للمرض على الإطلاق.
إذ سجلت الدول الواقعة غرب أفريقيا 759 إصابة منذ البدء بانتشار الفيروس وظهور أعراضه قبل أربعة أشهر، توفي جراؤه 467 شخصاً أي بمعدل وفاة يبلغ 61.5 في المائة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي حذرت العالم بوجوب “اتخاذ أفعال جذرية” لاحتواء الفيروس، الذي انتقل من المناطق الريفية في هذه الدول إلى المدن.
وقد قامت المنظمة بإرسال فرق من الخبراء لإجراء محادثات مع وزراء للصحة في 11 دولة مجاورة لمعرفة ما يمكنهم اتخاذه من الاحتياطات لمنع انتشار المرض.
لماذا يشكل فيروس الإيبولا مصدراً للقلق؟
تصف منظمة “Medecins Sans Frontieres” التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود العالمية، إيبولا بكونه “أكثر الأمراض القاتلة حول العالم.”
وأضافت بقولها: “للفيروس القابلية للانتشار السريع ويمكنه أن يقتل 90 في المائة من المصابين به، مما يمكنه أن يتسبب بإثارة حالة من الفزع في المجتمعات التي تشهد انتشاره.”
ومن بين الأنواع الخمسة للمرض، يعتبر ما يسمى بـ ” Zaire strain”، والذي كان الأول الذي يتم اكتشافه بينها، والأكثر قدرة على القتل، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية خلال فحوص أجرتها في شهر مارس/آذار الماضي، إلى أن هذا النوع كان من بين الحالات التي يخشى تفشيها، لكنها لم تعمل على تأكيد تلك المعلومة.
ما هو الإيبولا؟
يتسبب فيروس الإيبولا بمرض “الحمى النزفية”، وأورده المركز الأمريكي للتحكم بالأمراض والوقاية منها، من ضمن الأمراض التي تصيب أكثر من عضو في الجسد، متسببة بأعراض يصاحبها في الأغلب نزيف.
سمي هذا الفيروس تيمناً بنهر “إيبولا” الواقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والمعروفة سابقاً بزائير، حيث بدأ أول انتشار لهذا المرض عام 1976، ليتزامن مع انتشار آخر للمرض ذاته بالسودان خلال نفس العام.
وتتصاحب الأنواع الخمسة للمرض بتسميتها وفقاً للمناطق التي انتشرت فيها أولاً، إذ يوجد نوع ” بوندي باجيو” الذي سمي تيمناً بقرية غرب أوغندا، والذي اكتشف عام 2007، ويعد مرضاً تفرع من نوعي زائير والسودان.
أما النوع الرابع فقد اكتشف بالصدفة عام 1994 في ساحل العاج، عندما انتقل من قردة شيمبانزي إلى أحد الباحثين، والذي شفي منه في وقت لاحق، والنوع الخامس هو “Reston Ebola”، والذي سمي وفقاً لبلدة ريستون في ولاية فيرجينيا الأمريكية، ولم تظهر أعراض أو حالات وفاة على الحاملين لفيروس هذا النوع من المرض، ويقال إن هذا النوع عثر عليه في قردة مستوردة من الفلبين.
ما هي أعراض الإصابة بالإيبولا؟
إن الأعراض الأولية للإصابة بهذا المرض تشتمل على حمى مفاجئة، والشعور بالضعف، وألم في الحلق، بالإضافة إلى صداع وألم بالعضلات، وهذه الأعراض تظهر بعد الإصابة بالفيروس في فترة تتراوح بين يومين و21 يوماً.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه من السهل أن يتم ربط هذه الأعراض بأمراض أخرى مثل الملاريا والتيفوئيد والحمى العادية والتهاب السحايا والطاعون.
وتضيف منظمة “Medecins Sans Frontieres” بأن المصابين بالإيبولا يمكن أن يعانوا من طفح جلدي، واحمرار في العيون، وحزقة وآلام في الصدر وصعوبة بالتنفس والبلع، ومن ثم تتطور الأعراض إلى التقيؤ والإسهال وفشل كلوي وكبدي، وفي بعض الأحيان إلى نزيف داخلي وخارجي، ويمكن التأكد من الإصابة بالإيبولا بعد إجراء خمس فحوص مخبرية مختلفة.
كيف يتم علاجه؟
لا يوجد هنالك علاج محدد لمرض الإيبولا، إذ تشير المنظمات الصحية بأن المصابين يعزلون، وتقدم لهم المساعدات وفقاً للأعراض، إذ يتم تزويدهم بالأكسجين، والحفاظ على مستوى انتعاش الجسم والحيلولة دون جفافه، ومداواة الحمى.
كيف ينتقل المرض؟
يقول الخبراء إن خفافيش الفاكهة قد تكون المضيف الطبيعي للفيروس، وأنها تقوم بنقله إلى الحيوانات الأخرى، وينتقل الفيروس إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع سوائل أجساد الحيوانات المصابة بالمرض، إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حالات كثيرة من الإصابات البشرية بالإيبولا نتجت بعد اتصالهم بحيوانات مصابة على قيد الحياة أو أثناء تشريحهم لها، مثل خفافيش الفاكهة والغوريلا والشمبانزي والقردة وغيرها.
كيف يمكن الوقاية منه؟
إن العديد من الدراسات أظهرت انتقال العدوى بالمرض من إنسان لآخر عند الاقتراب والتعامل مع شخص مصاب بالمرض بشكل مزمن، ويمكن الابتعاد عن هذا الفيروس من خلال ارتداء كمامات طبية، كما يمكن الابتعاد عن استعمال الأكواب أو الصحون غير المعقمة، إذ أظهر الفيروس فعاليته في العيش ببيئة مائية لعدة أيام، ويمكن للمعقمات العادية مثل الكلور أو الحرارة أو أشعة الشمس أو الصابون قتله بسهولة.