شهد قطاع العقارات بداية من العام الحالى، خللًا فى الأداء التنفيذى لمشروعاته، إثر الأحداث المتوالية التى تشهدها مصر منذ يناير الماضى، إضافة الى اتهام رؤساء مجالس ادارت هذه الشركات بالفساد، مما نتج عنه خلل فى خططها المستقبلية، نظرًا لعدم قدرتها على استكمال مشروعاتها، بالاضافة الى توقف البنوك عن إمداد هذه الشركات بالقروض التى تدفعها لتنفيذ مشروعاتها، وهو ما سيحد من قدرتها الانتاجية، مما أثر سلبًا على نتائج أعمالها وتسجيلها الحد الادنى، وربما قد تصل الى خسائر فادحة بعد سحب بعض الاراضى منها، التى تعد أصولا لها قامت بسحب قروض عليها من البنوك.
وتوقع دويتش بنك، أن تحقق شركات التنمية العقارية المصرية، نتائج ضعيفة خلال الربع الاول من العام الحالى بعد توقف نشاط الانشاء إبان فترة الاحتجاجات التى أدت الى انتهاء حكم الرئيس مبارك الذى دام 30 عاما.
وأوضح كل من "أسمانى بنزيروج" و"نبيل أحمد" المحللين بدويتش بنك، أن كبرى شركات التنمية العقارية المصرية، ومنها مجموعة طلعت مصطفى وبالم هيلز للتنمية والسادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار(سوديك) ستواجه تحديات كبيرة فى العام الحالى.
وأشارا إلى انه من ناحية السيولة تعتبر بالم هيلز الاكثر عرضة للخطر، فى حين أن "سوديك" الاكثر تكيفا بفضل قوة ميزانيتها.
وذكرت بلومبرج أن الثلاث شركات تواجه دعاوى قضائية تتعلق بتهم شراء اراضٍ بشكل غير قانونى من حكومة الرئيس السابق وتخصيصها بالأمر المباشر.
ومن المتوقع أن تسجل كل من شركتى سوديك وبالم هيلز ضعفا فى نتائجهما، بسبب إرجاء نشاط الانشاء، فى حين أن مجموعة طلعت مصطفى قد تحقق تسليمات "معقولة" بسبب وجود عقارات مجهزة للتسليم الفورى قبل فترة توقف الانشاء خلال فترة الاحتجاجات، ولكن فى نفس الوقت قد تتراجع ايرادات المجموعة من الفنادق بشدة.
ويتوقع دويتش بنك تحقيق سوديك خسارة قياسية تقدر بنحو 13 مليون جنيه (2.2 مليون دولار) فى الربع الاول من العام الحالى، بسبب توقف نشاط الانشاء لمدة ثلاثة اسابيع، فى حين ان الربع الثانى قد يظهر بعض التحسن بالنسبة إليها إثر ارتفاع تسليمات الوحدات.
ويرى ان مجموعة طلعت مصطفى قد تصل ارباحها خلال الثلاثة أشهر الاولى من العام الى 189 مليون جنية نتيجة ارتفاع المبيعات.
وقال المحللون إنه بالاضافة الى عدم اليقين السياسى والنزاعات على الاراضى، تواجه شركات التنمية العقارية مخاطر تتعلق بتنفيذ المشروعات وتوافر التمويل وتباطؤ المبيعات وضعف ثقة المستهلك.
الجدير بالذكر أن اسهم مجموعة طلعت مصطفى سجلت تراجعًا بنحو 60% فى الاثنى عشر شهرًا الماضية كما تهاوى سهما بالم هيلز وسوديك بنسبة 72% و38% على التوالى مقارنة بهبوط مؤشر EGX 30للبورصة المصرية بنحو 27%.
يذكر ان الخبراء كانوا قد أكدوا أن موافقة الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، على مشروع سعودى لبناء 200 ألف وحدة سكنية، باستثمارات 7 مليارات دولار يعد طوق نجاة لهذا القطاع الذى حذر الخبراء من انهياره.
وأوضحوا أن مدة عامين لبناء المشروع كفيلة بخروج القطاع من كبوته، التى ضربته منذ بداية العام الحالى بعد الثورة، نتيجة حالة الترقب بين أوساط المستثمرين، وانتظارهم عودة اسعار الاراضى الى طبيعتها بعد ما شهدته على مدار 4 سنوات من ارتفاعات جنونية تخطت نسبتها 300%.
وعلى صعيد القطاعات بالبورصة المتعلقة بقطاع الاسكان، هبط قطاع العقارات خلال الربع الاول من العام الحالى بنسبة 40.79% بما قيمته 551.7 نقطة، حيث استهل القطاع بداية العام بـ1352.26 نقطة ليغلق فى نهاية شهر مارس الماضى على 800.56 نقطة.
وعلى صعيد قطاع التشييد ومواد البناء فقد خسر بنسبة بلغت 11.5%، حيث استهل القطاع بداية العام بتعاملاته على 1610.63 نقطة ليغلق على 1425.33 نقطة.