القمر العملاق أرشيفية
يشاهد مواطنو كوكب الأرض مساء غد الأحد، اكتمال هلال شهر شوال بدرا، والذى يتميز هذا العام عن سائر أهلة الشهور الهجرية بأنه "القمر العملاق السوبر قمر" الأقرب للأرض، والذى سيكتمل فى تمام الساعة الثامنة و10 دقائق مساء بتوقيت القاهرة المحلى، وسيكون هو الأقرب للأرض، حيث تصل المسافة بين الأرض والقمر فى تلك الليلة إلى 357 ألف كيلومتر تقريبا.
كما يشاهد مواطنو كوكب الأرض الثلاثاء القادم، أشهر زخات الشهب وأكثرها كثافة "شهب البرشاويات"، التى تحدث يوم 12 أغسطس من كل عام، ويمكن رصدها لمدة 3 ليال قبل وبعد ليلة الذروة، فى ظاهرة فلكية بديعة لا تتسبب فى أى أضرار.
وتقول - وكالة أنباء الشرق الأوسط فى تقرير لها - إن الطبيعة وجهت دعوة عامة لمواطنى كوكب الأرض لمشاهدة أسبوع مميز فلكيا يتضمن مشاهدة السوبر قمر غدا ورؤية أشهر زخات الشهب الثلاثاء القادم، حيث سيكون بإمكانهم متابعة الظاهرتين ومشاهدتهما بكل وضوح بالعين المجردة دون استخدام التلسكوبات أو أدوات للرصد فى حال صفاء السماء من السحب والغبار والأتربة وبعيدا عن الضوء.
وظاهرة القمر العملاق ( السوبر قمر ) ظاهرة متكررة وتحدث بصفة مستمرة كل عام، حيث سبق وأن حدثت فى 19 مارس 2011، و6 مايو 2012، و23 يونيو 2013، وتشير الحسابات الفلكية إلى حدوثها يوم 28 سبتمبر 2015، و14 نوفمبر 2016، ظاهرة السوبر قمر هى تزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض فى مداره البيضاوى، مما يجعله يبدو كقرص كبير أكبر من القمر المعتاد، وتحدث من أربع إلى ست مرات فى العام، حيث يمر القمر شهرياً فى مداره حول الأرض بنقطتين مهمتين، هما نقطة الحضيض وفيها يكون فى أقرب نقطة إلى الأرض، ونقطة الأوج عندما يكون فى أبعد نقطة عن الأرض.
قمر شهر شوال الحالى أحد ثلاثة أقمار اختصتها الطبيعة هذا العام بتلك الظاهرة فى شهور رمضان وشوال وذى القعدة إلا أنه هو الأقرب بينهم للأرض، ويصاحب القمر العملاق ظاهرة المد والجزر التى تكون فى ذروتها فى هذه الأوقات كما يصاحبه أيضا عواصف الرياح وتجمعات كبيرة للسحب .
وعلى بعد مساحة زمنية تقدر ب48 ساعة يحدث العرض الفلكى الثانى وهو" زخات شهب البرشويات " أشهر زخات الشهب عامة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كوكبة " ترساوس" حامل رأس الغول، التى تظهر وكأنها منبعثة منها، وأصل حدوث زخات الشهب بصفة عامة يرجع إلى ذرات الغبار المنتشرة فى الفضاء بين الكواكب السيارة، وعندما تمر الأرض فى فترات محددة ومعروفة خلال تجمعات كبيرة من تلك الذرات التى تنتمى إلى مدار المذنبات (الطرق التى تسلكها المذنبات)، أو تمر بالقرب منها، فإن نسبة كبيرة من ذرات الغبار تصطدم بالغلاف الغازى الأرضى، فتظهر شهب كثيرة نسبيا وتسمى فى هذه الحالة (زخات الشب )، ويستطيع الفلكيون تحديد الفترة الزمنية التى ستمر خلالها الأرض من أحد أسراب الشهب فى السماء، وهى فترات ثابته عادة لكنها تختلف نسبيا فى الوقت من سنة لأخرى، كما تختلف أيضا نسبة ظهور الشهب من حيث نسبة اللمعان والعدد من زخة إلى أخرى، وذلك لاختلاف كثافة كل سرب عن الآخر، وتسمى كل زخه من الشهب باسم مجموعة النجوم (الكوكبه) التى تظهر من جهتها فى السماء.
وتعتبر زخات برشاوس من أكثف زخات الشهب فى السنة، وتصل الذروة فيها (أنشط ظهور للشهب) ليلة 11/ 12 أغسطس فى كل عام، ويمكن مشاهدة حوالى 50 شهاباً كل ساعة فى المعدل، ويتراوح معدل زخاتها فى أفضل الحالات إلى حوالى 100 شهاب فى الساعة بسرعته تبلغ عند دخوله الغلاف الجوى ما بين 12 إلى 72 كيلومترا فى الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كيلومتر تقريبا عن سطح الأرض، وقد يسمع للشهاب صوت ضعيف يشبه الهسيس ويصل صوته بعد حوالى دقيقة من ظهوره، وقد يترك خفه ذيلا من الدخان يميل لونه إلى الأخضر فى الغالب بسبب ذرات الأكسجين، وللاستمتاع برؤيتها لا يحبذ إشعال أى نيران أو مصدر للضوء خلال المشاهدة ويفضل التوجه لمصدر الزخة الشهابية .
ورغم أن مذنب "سويفت توتل" هو مصدر شهب البرشاويات إلا إنه لا يزور الأرض إلا مرة كل 133 سنة وفى كل مرة يمر بها يتضاعف فيها معدل زخات الشهب الناتجة عنه والتى تصل إلى الغلاف الجوى للأرض سنويا مسببه ما يعرف فلكيا باسم " الهطل الشهابى أو الأمطار الشهابية"، وهو عبارة عن نهر متصل من بقايا جزيئات المذنب، التى تشكل مساره ويصل عرضه إلى ما يقرب من 120 كيلومترا.