يرى المحللون أن أسواق العملات أصبحت تشهد المزيد من الاضطرابات والتقلبات نتيجة التطورات والاحداث الاخيرة فى دول الشرق الاوسط، بالاضافة الى تراجع بعض العملات أمام الدولار.
وسجلت قيمة معظم العملات هبوطًا فى الاشهر القليلة الماضية، نتيجة النزاعات السياسية بدول المنطقة خاصة فى تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.
وقال المحللون الماليون إن عدم الاستقرار يؤدى الى اعاقة النمو الاقتصادى، وبالتالى هبوط الطلب على العملات، وقد أدى عدم اليقين فى الاسواق الى بحث المستثمرين عن ملاذ آمن لاستثماراتهم، وكشف تحليل عن اسواق الصرف فى المنطقة العربية هبوط الجنيه المصرى والريال اليمنى والليرة السورية أمام الدولار، بينما ارتفع الديناران الليبى والتونسى خلال الاشهر القليلة السابقة.
وقال "بارديب يونى"، مدير بشركة "ريتشكوم جلوبال سيرفيسيس "DMCC،لجلف نيوز، إن تحركات العملات تعكس الأوضاع السياسية والكلية بوضوح، مشيرًا الى أن عملات الدول العربية التى تشهد عدم الاستقرار السياسى حققت تراجعًا ملحوظًا خلال الاسابيع الماضية.
وأضاف ان العديد من عملات هذه الدول تبلغ أدنى مستوياتها منذ أكثر من نصف عقد، وفى حال ارتفاع النزاعات والتوترات فإنه من المتوقع أن تشهد المزيد من التراجع.
ولفت الى ان سحب المستثمرين اموالهم من هذه الدول وتحويل عملاتها المحلية الى الدولار أو أى عملة أجنبية اخرى يفسر التقلبات فى اسواق النقد وتراجع قيمة العملات فى دول الشرق الاوسط.
واشار الى سحب المستثمرين ايضًا اموالهم من البورصة، كما ان الشركات التى لها فروع فى هذه الدول ستسارع أيضا فى تحويل مكاتبها الى أماكن أكثر أمانًا.
إلا أنه يرى أن العملات ستحقق ارتفاعًا فى حال حدوث تحسن ملحوظ فى الأوضاع السياسية مثلما حدث فى تونس بعد أن تنحى الرئيس السابق زين الدين بن على، وتحسنت الاوضاع وهو ما جعل الدينار التونسى يبدأ الصعود مجددًا.
من جهته قال "عدنان أحمد يوسف"، رئيس اتحاد البنوك العربية، الرئيس والمدير التنفيذى لمجموعة البركة المصرفية، إن هبوط قيمة بعض العملات يرجع لانسحاب المستثمرين الأجانب من الاسواق التى تأثرت سلبًا بعدم اليقين السياسى.
ولفت الى أن الاحتجاجات التى شهدتها دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى جانب احداث زلزال اليابان وتبعاته من ازمات نووية، بالاضافة الى ازمة الديون السيادية الاوروبية والضغوط التضخمية العالمية كل ذلك أثر على اسواق الفوركس.
وأوضح أن العملات الآمنة نسبيًا مثل الفرنك السويسرى والين اليابانى استفادت من اتجاه تجنب المستثمرين المخاطر العالمية.
وتوقع "يوسف" ان تشهد اسواق العملات حالة من التقلبات، وأن يؤثر عدم اليقين السياسى سلبًا على اقتصادات دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، خاصة فيما يتعلق بنمو القطاع الخاص والتباطؤ فى التجارة الاقليمية.