صورة أرشيفية
رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أمس الثلاثاء، أنه "إذا لم تستطع أفريقيا احتواء فيروس (إيبولا) فى ظل الموارد البشرية والطبيعية التى تمتلكها ففى هذه الحالة يجب علينا أن نقبل بحقيقة مفادها بأن القارة لا تتطور بالسرعة التى كنا نظنها".
وسلطت الصحيفة الضوء على المخاوف التى باتت تنتاب الأفارقة جراء تفشى فيروس (إيبولا)، ناقلة محادثة بين كاميرونى واثنين من زملائه، حيث قال أحدهم "أشعر أننى لست على ما يرام"، وكان الرد سريعا وهيستيريا من زميليه اللذين أكدا أنه فيروس (إيبولا)، وأنه أصيب بالعدوى من أحد الركاب المتواجدين فى قاعة الوصول فى مطار لاجوس فى جنوب غرب نيجيريا.
وعلى موقع التواصل الاجتماعى (تويتر)، أشارت الصحيفة إلى تغريدة مستخدم كينى جاء فيها أن "الركاب على رحلات جوية من عنتيبى إلى نيروبى لا يجرى عليهم فحص فيروس (إيبولا)، وهو ما يعنى إمكانية انتقال المرض إلى الأمة الكينية عبر أوغندا".
ونوهت الصحيفة بأنه مع تواتر أنباء حقيقية عن تسجيل أول حالتى إصابة بالفيروس فى جمهورية الكونغو الديمقراطية ازداد الشعور بالخوف والهلع من استمرارية انتشار الفيروس ووصوله إلى خارج غرب أفريقيا.
وأفادت بأنه مع غلق دول غرب أفريقيا حدودها لحماية مواطنيها، وتجنب شركات الطيران الدولية الرحلات بين الدول الأكثر تضررا من هذا الوباء، وإجلاء الدول الغربية مواطنيها المتضررين من هذا المرض، بدأت مشكلة أكبر من مشكلة فيروس إيبولا تأخذ فى الظهور.
ورصدت (الجارديان) جانبا مظلما تعيشه القارة السمراء الآن تجسد بكل معانيه فى صورة فوتوغرافية التقطت من نافذة حانة فى سول عاصمة كوريا الجنوبية، ونص عنوانها "نعتذر، نظرا لفيروس إيبولا، لا نقبل بالأفارقة فى الوقت الراهن"، قبل أن تزال وتستبدل باعتذار.
ولفتت الصحيفة إلى تقارير تفيد بأن بعض المدارس فى إيطاليا حذرت التلاميذ ذوى الأصول الأفريقية أنه سيتم طلب شهادة صحية إضافية قبل العودة إلى المدرسة، وهو ما لم يتم اعتباره ضرورة للتلاميذ ذوى البشرة البيضاء الذين سافروا إلى أفريقيا خلال عطلة الصيف.
وقالت الصحيفة أن "فيروس إيبولا أعاد إلى الوجود التاريخ الأفريقى الحزين رغم انتشار المراكز التجارية والسيارات الفارهة، ذلك أن كان قد اختفى حقا فى وقت مضى، ففجأة تحولت أفريقيا إلى كتلة واحدة ودولة واحدة وعرق واحد ومن خلال هذه الرؤية القاصرة برزت هيستيريا عالمية أفسحت المجال لعودة التمييز العنصرى".