كيف أعلّم طفلي الصغير معنى الصدق والابتعاد عن الكذب؟
الجمعة 29 augu 2014 02:44:00 صباحاً
صورة أرشيفية
في بداية تعلم الطفل للكلام قد يتعلّم طفلك الكلمات الجديدة ويستخدمها بشكل صحيح، ولكن قد يفوته المعنى الأعمق الذي تمثله هذه الكلمات للكبار.
فهو لا يستطيع بأي حال من الأحوال إدراك مفهوم الوعد، على سبيل المثال، إلا أنه قد يستعمل الكلمة، إذا منحته خمس دقائق إضافية من اللعب لو وعدك بالذهاب بعدها مباشرة إلى فراشه، فسيكون على أتم استعداد لأن يقول "أعدك بذلك"، إلا أن الكلمة في واقع الأمر ما هي إلا مجرد كلمة قالها وقت عقد الإتفاق.
بعد مرور الدقائق الخمس، سيطلب خمساً إضافية، لا يستطيع فهم التأنيب في صوتك عندما تقولين "ولكنك وعدتني".
كما يصعب على طفلك عادة قول الحقيقة من خلال الكلام الذي ينطق به، ربما يعرف طفلك الدارج كيف يوجه الاتهامات وينكر الحقائق قبل أن يعرف مدى أهمية تحري الدقة فيما يقول، لأنه ينطق بما يتمنى أن يحدث.
من الممكن مثلاً أثناء مشاجرة ما مع أخته أن يقع ويجرح ركبته، فيقول إنها هي التي قامت بدفعته مع أنها لم تفعل، لانها وإن لم تتسبب في جرح ركبته إلا أنها بالفعل جرحت مشاعره، فهو يروي شيئاً ما يجمع بين الحقيقة والمشاعر ويختلف عن الحقيقة التي يعرفها الكبار.
بينما ينمو طفلك عبر السنين، ستكون أمامك فرصة توضيح قيمة الوعود التي يجب أن يحترمها الإنسان عندما يطلقها، وكيف يجب أن نقول الحقيقة (عادة)، ونتجنب الكذب (غالباً). ولكن كل هذا سابق لأوانه بالنسبة له الآن. لا تثقلي عليه بمفاهيم يصعب عليه استيعابها، فهو يحاول قدر استطاعته أن يرضيك، ولكن إذا لم يكن يرضيك سوى سلوك الأطفال الكبار فستصابين بخيبة أمل.