ذكر البنك المركزى المصرى أنه قيمة البنكنوت المطبوع لديه ارتفعت بقيمة 15.2 مليار جنيه (2.1 مليار دولار أمريكى) خلال شهر يوليو الماضى لترتفع القيمة الاجمالية للنقد المطبوع إلى 305.067 مليار جنيه (42.6 مليار دولار)،مقارنة بنحو 289.875 مليار جنيه (40.5 مليار دولار) بنهاية يونيه،بزيادة 5.2%.
ووفقًا لتقرير أعده البنك المركزى بشأن المطبوع والمتداول من البنكنوت ،تلقت وكالة الأناضول للأنباء، نسخة منه،فإن الزيادة فى المطبوع انعكست على المتداول من البنكنوت فى السوق، حيث ارتفعت قيمة المتداول لتسجل 303.578 مليار جنيه (42.4 مليار دولار) فى نهاية يوليو مقارنة بنحو 288.243 مليار جنيه ( 40.3 مليار دولار) بنهاية يونيه.
وعزت د.سلوى العنترى، المحللة والخبيرة المصرفية، الزيادة فى المطبوع من البنكنوت، إلى إضطرار البنك المركزى إلى توفير سيولة "كاش" بشكل أكبر فى السوق لتكون مناسبة للزيادات فى أسعار السلع التى نتجت عن تقليص دعم الطاقة.
وكانت الحكومة المصرية قد اتخذت قرارًا فى بداية يوليو 2014 بتقليص الدعم الموجه إلى المحروقات ليصل إلى ما يقرب من 140 مليار جنيه مقارنة بما كان مخططًا له بقيمة 180 مليار جنيه،وهو الأمر الذى وفر 40 مليار جنيه للخزانة العامة للدولة، بينما تسبب على الأجانب الأخر فى ارتفاعات كبيرة فى أسعار السلع بالسوق.
وألمحت المحللة المصرفية إلى أن شهر يوليو وافق شهر رمضان، وخلال رمضان ترتفع معدلات الاستهلاك،ويزيد الطلب على البنكنوت الجديد مع دخول العيد،وهذا أيضًا أحد الأسباب فى زيادة قيمة المطبوع والمتداول من البنكنوت خلال الشهر.
وأفادت العنترى أن البنك المركزى يعمل وفق معادلات محكمة فيما يتعلق بطبع البنكنوت يأخذ فيها بعين الاعتبار محددات تتعلق بغطاء إصدار البنكنوت، وفى يوليو ارتفعت تدفقات النقد الأجنبى ،أحد مدخلات غطاء إصدار النقود، نتيجة تحويلات العاملين فى الخارج بصفة أساسية لذويهم وذلك لمواجهة زيادة الانفاق فى شهر رمضان.
وأكدت العنترى أن احتياطى الذهب أيضًا يعد مؤثرًا فى عمليات طباعة المزيد من البنكنوت، وطبقًا لأرقام البنك المركزى فقد ارتفعت قيمة الذهب المدرج فى غطاء إصدار النقد بشكل طفيف خلال يوليو لتسجل 2.67 مليار دولار مقارنة بنحو 2.66 مليار دولار فى نهاية يونيه،وذلك بسبب تحرك ايجابى لأسعار الذهب عالميًا.
وذكرت "العنترى" أن ارتفاع معدلات التضخم فى السوق تعود بصفة أساسية إلى عوامل تتعلق بالمعروض فى أغلبها،أو بقرارات إدارية تتحرك الأسعار بموجبها.
وقال البنك المركزى المصرى يوم الخميس الماضى إن التضخم الأساسى سجل معدلًا شهريًا قدره 0.84% فى سبتمبر 2014 مقارنة بنحو 0.60% خلال أغسطس ، وطبقًا للبنك فقد انخفض المعدل السنوى للتضخم الأساسى إلى 9.15% فى سبتمبر مقارنة بنحو 10.07%.
ومن جانبه رجح د.هشام ابراهيم،استاذ التمويل بجامعة القاهرة،أن تكون زيادة المطبوع والمتداول من البنكنوت ناتجة عن حرص البنك المركزى على توفير المزيد من الكاش لمواجهة ارتفاع الأسعار الذى نتج عن زيادة أسعار المحروقات.
وأشار إلى أنه فى هذه الحالة فإن طباعة البنكنوت لن ترفع معدلات التضخم وإنما تساهم فى زيادة حركة السوق ومواجهة احتمالات حدوث ركود نتيجة ارتفاع الأسعار.