علاء الدين سبع رئيس مجلس إدارة شركة بلتون المالية القابضة
قال علاء الدين سبع رئيس مجلس إدارة شركة بلتون المالية القابضة أحد أكبر بنوك الاستثمار في مصر إن شركته تعتزم استثمار نحو 300 مليون جنيه (41.96 مليون دولار) خلال عام 2015 للتوسع بقوة محليا ودخول "عصر جديد" من الاستثمارات.
وكشف سبع عن أن بلتون تعمل على أربعة طروحات أولية في بورصة مصر خلال 2015 بقيمة إجمالية تتجاوز ملياري جنيه.
وفي مقابلة في إطار "قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط" قال سبع "بلتون وصلت اليوم لمركز قوي داخل الاقتصاد المصري وتحملنا التقلبات الاقتصادية خلال السنوات الماضية سواء الناتجة عن الظروف السياسية (المحلية) أو الاقتصادية العالمية."
وتعرض الاقتصاد المصري لاضطرابات سياسية واقتصادية على مدى أكثر من ثلاث سنوات عقب انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة.
لكن أحدث تقارير تشير إلى أن النشاط الاقتصادي يتعافى تدريجيا وأن الوضع العام لاقتصاد البلاد في حالة أفضل بكثير مما كان عليها قبل عام.
وقال سبع "بلتون ستدخل عصرا جديدا. الدنيا كلها مفتوحة أمامنا. أرى أن المرحلة الانتقالية في مصر انتهت. فرص الاستثمار الآن محليا من أفضل فرص الاستثمار اللي ممكن تجدها في المنطقة. قدرتنا على الاستفادة من هذه الفرص في مصر عالية لأننا متواجدون في السوق من مدة طويلة."
وبلتون واحدة من أكبر المؤسسات المالية في مصر وتدير أصولا بنحو 30 مليار جنيه.
وتابع سبع الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة "سنعرض الفترة المقبلة على مجلس الادارة الخطة التوسعية لعام 2015. أرى أن ندخل في الاستثمار بالمجالات المالية غير المصرفية بتأسيس شركات جديدة أو الاستحواذ على شركات قائمة إذا وجدنا إنها قد توصلنا لنفس هدفنا وتوفر علينا الوقت."
وتشمل المجالات المالية غير المصرفية مجالات التأمين والتمويل العقاري والتأجير التمويلي والتخصيم وغيرها من المجالات.
وأضاف سبع "نسعى لاستثمار نحو 300 مليون جنيه العام المقبل لكن هذا سيعرض على المجلس قريبا باذن الله. لدينا سيولة في الشركة نحو 120 مليون جنيه وهي تغطي جزءا من التوسعات التي نعمل عليها. قد تكون هناك مرحلة جديدة من التمويل الخارجي لباقي الاستثمارات سواء بزيادة رأس المال أو الاقتراض."
كانت بلتون قد أعلنت أنها ستوزع سبعة جنيهات للسهم عن أرباح عام 2013 ولكنها جمدت القرار لاحقا مع سعيها للاستحواذ على حصة في المجموعة المالية-هيرميس في استثمار مشترك مع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في منتصف هذا العام.
ولم يكلل مسعى بلتون-ساويرس للاستحواذ على 20 % من أسهم المالية هيرميس أكبر بنك استثمار في مصر بالنجاح، ولكن التوزيعات النقدية لم تدخل أيضا جيب مساهمي بلتون.
وقرر مجلس إدارة الشركة الخميس الماضي عدم إجراء توزيعات نقدية على المساهمين والاستفادة بالسيولة النقدية في التوسعات المستقبلية للشركة.
وقال سبع مؤسس بلتون والذي شارك من قبل في تأسيس المجموعة المالية-هيرميس "قرار توزيع أرباح 2013 تمت الموافقة عليه في ظروف معينة ولكنها تغيرت الآن رأسا على عقب وسياستنا أيضا تغيرت.
"كانت أول علامة على التغيير هي توجه الشركة للاستحواذ على حصة في هيرميس ولذا قررنا بعدما كانت سياستنا هي التحفظ والتوزيع أن ننظر للفرص الاستثمارية والتوسع."
ويتبع بلتون المالية القابضة نحو 18 شركة متخصصة في نشاط الاستثمار وإدارة الأصول والأوراق المالية وتغطية الاكتتابات.
وعن خطط بلتون قال رئيس الشركة "نعمل على أربعة طروحات أولية جديدة لكن كلها ستكون في 2015. لدينا شركة سيتجاوز قيمة طرحها المليار جنيه وأخرى في حدود 750 مليون جنيه. نستطيع القول أن إجمالي الأربعة طروحات ستتجاوز الملياري جنيه."
وتفتقد بورصة مصر بشدة للطروحات الجديدة التي قد تدفع السيولة للزيادة في سوق فقير ماليا ويسيطر فيه بنك واحد-التجاري الدولي- على نحو 26 % من مؤشره الرئيسي.
وقال سبع لرويترز في المقابلة التي تمت معه بمقر الشركة المطل على كورنيش النيل "حجم تداول سهم الشركة في البورصة تحسن كثيرا مقارنة مع نفس أسهم المجال. بلتون كان لديها اسم كبير في السوق لكن لم يكن كثيرون يسمعون عن سهم الشركة."
وخلال سبتمبر ايلول ومطلع اكتوبر تشرين الأول قفز سهم بلتون نحو 100 % وسط مكاسب قوية للسوق. وقال سبع الذي يستحوذ على نحو 11.5 % من أسهم الشركة "هذا الصعود نلحق به ما كان يجب أن يكون عليه (السهم) منذ فترة. السهم لم يحصل على حقه من اهتمام المستثمر في السوق الفترة الماضية وكلما زادت السيولة عليه كلما ظهر أكثر وسيكون لذلك مردود ايجابي للمساهم."
وكان سهم بلتون ضمن الأسهم التي هبطت في موجة تصحيح نزولي حادة للبورصة تأثرا بهبوط أسواق الأسهم العالمية والاقليمية.
لكن سبع بدا غير منزعج من هبوط السهم قائلا "أي سوق يصعد بسرعة يحتاج لحدوث جني أرباح أو تصحيح. (السوق) يبحث عن سبب لتعديل المسار ومعاودة الصعود من جديد. الفترة الماضية أداء الأسواق العالمية كان سلبيا جدا. والسوق المصري اتخذ نفس الاتجاه.
"كنا في حاجة للتصحيح. أنا مازلت متفائلا بمواصلة السوق الصعود من جديد."
ورغم الخسائر التي مني بها السوق الأسبوع الماضي حيث هوى عشرة % وفقدت أسهمه نحو 38 مليار جنيه من قيمتها السوقية إلا أن مؤشره الرئيسي مازال صاعدا أكثر من 25 % منذ بداية العام.
وقال سبع الذي يشغل عضوية مجلس إدارة بورصة مصر "بلتون السمسار رقم واحد في مصر عامي 2012 و2013 وخلال النصف الأول من 2014. كنا نركز على معاملات المؤسسات لكن اليوم نركز أيضا على الأفراد. نعمل على إعادة هيكلة البنية التحتية التي تخدم معاملات الأفراد في الشركة. أتمنى أن نظل رقم واحد في السمسرة بمصر."
وتتولي بلتون الاعداد لاطلاق أول صندوق مؤشرات في مصر.
وردا على سؤال عن توقيت تفعيل وثائق صندوق المؤشرات في مصر قال سبع "في أقرب وقت. بلتون لا تنتظر شيئا. هناك بعض التعديلات البسيطة التي تتم في نشرة الاكتتاب."
وصناديق المؤشرات هي صناديق استثمارية مفتوحة تتبع حركة مؤشر معين وتقيد الوثائق المكونة لها ويجري تداولها فى سوق الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات.
وكانت بلتون أول من طلب إطلاق صناديق للمؤشرات في مصر نهاية 2008 قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.
وأبلغ محمد عمران رئيس بورصة مصر رويترز أنه سيتم تفعيل صناديق الاستثمار في البورصة قبل نهاية العام.
وتتميز صناديق المؤشرات بما تمنحه للمستثمرين من فرص تغطية أسواق كاملة فى دول مختلفة أو قطاعات شتى بتكلفة أقل من وسائل الاستثمار الأخرى.
وقال سبع إن بلتون تعمل على الاستفادة بأكبر قدر ممكن من النمو الاقتصادي المتوقع لمصر خلال الفترة المقبلة.
وتهدف مصر إلى تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 5.8 % في السنوات الثلاث المقبلة مع الإبقاء على العجز في حدود عشرة % من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال سبع "متحمسون جدا في الوقت الحالي للاستثمار في مصر. لدينا 250 محترفا يعملون في بلتون الآن إذا أصبحوا 500 ستكون قدرتنا في بلتون على خدمة المجال (القطاع المالي غير المصرفي) أكثر وسيعود بربحية أكبر للمساهمين."