واصل مسلحو جماعة الحوثي تمددهم في محافظات اليمن بعد أن بسطوا سيطرتهم على مدينة يريم في محافظة إب وسط البلاد رغم توقيعهم اتفاقا لوقف إطلاق النار هناك، في وقت أفاد مراسلو وكالات الأنباء في العاصمة صنعاء بأن مسلحين من الجماعة اقتحموا المقر الرئيسي لشركة صافر النفطية الوطنية التي تعتبر أكبر شركات النفط في البلاد.
وانتشر مسلحو الجماعة في المقار الحكومية في مدينة يريم وبدؤوا في نصب حواجز أمنية في الشوارع، ونسفوا منزل علي بدير، وهو شيخ إحدى القبائل في منطقة يريم (170 كيلومترا جنوب صنعاء)، رغم التوقيع على اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين الجماعة والقبائل والقوى السياسية.
وقد نص الاتفاق على أن تكون كل القوى السياسية عونا للسلطة المحلية في أداء مهامها، وأن تشكَّل لجنةُ تحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن المحافظة، كما نص على وقف التحريض ومنع استقدام مسلحين من كل الأطراف.
وفي صنعاء قال مراسلو وكالات الأنباء إن مسلحين من جماعة الحوثي اقتحموا المقر الرئيسي لشركة صافر النفطية الوطنية، وقال مصدر في الشركة إن الحوثيين اعتدوا على بعض موظفي الشركة.
وأضاف المصدر أن المسلحين اقتحموا مكتب المدير العام وطالبوه بوقف تصدير الغاز وعدم صرف أي مبالغ نقدية قبل تشكيل الحكومة الجديدة، لكن مدير الشركة أبلغهم أنه لا يملك أي صلاحيات لوقف ضخ الغاز من حقول صافر في محافظة مأرب.
وكان مراسلو وكالات الأنباء في اليمن أفادوا بأن الحوثيين سيطروا على مبنى محافظة صنعاء، وقد تزامن تعزيز حضورهم العسكري في العاصمة اليمنية مع وصول رئيس الوزراء اليمني المكلف خالد بحاح إلى العاصمة للانطلاق في مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني بمقتضى اتفاق السلم والشراكة.
مظاهرات ومعارك
من جانب آخر تظاهر آلاف اليمنيين في مدينة الحديدة (غرب) للمطالبة بإخراج المسلحين الحوثيين من المدينة، بعد انتشار عشرات منهم في مواقع حيوية بينها المطاران المدني والعسكري، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بطرد مليشيات الحوثي من ثاني أكبر موانئ البلاد، وكان "الحراك التهامي" أمهل الحوثيين 48 ساعة للخروج من محافظة الحديدة.
وفي مدينة تعز وسط البلاد تظاهر ناشطون من الرافضين لدخول مسلحي الحوثي إلى المدينة، وأيدوا تصريحات قادة عسكريين بمنعهم من دخولها.
أما في مدينة رَدَاع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، فقد أكد مصدر محلي أن الحوثيين انسحبوا من المدينة بعد معارك عنيفة مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استمرت ثلاثة أيام.
وفي سياق متصل، أطلقت منظمات يمنية حملة شعبية سمتها حملة "سلام"، طالبت فيها بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته القوى السياسية اليمنية قبل شهر، وتطبيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
ودعا منظمو الحملة إلى سحب المليشيات من كل المدن الرئيسية، قائلين إن ذلك قد يساعد في تجنيب البلاد مخاطر الدخول في حرب أهلية.