يجب أن يهزم المنتخب المصرى نظيره التونسي في عقر داره خلال الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم 2015، وفى الوقت ذاته تسير نتائج المنتخبات صاحبة المركز الثالث في باقي المجموعات بما يخدم منتخب مصر ويفتح له الطريق نحو الحصول على بطاقة التأهل باختياره صاحب أفضل مركز ثالث في التصفيات .
ليس حلما بالتأكيد، بل هو ضرب من ضروب الخيال المصري الحالم كالعادة في مثل هذه المناسبات، غير السعيدة، فعبر التاريخ الطويل للمنتخبات المصرية، والحقيقة أنه اقتصر في أغلب الأوقات على التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، دائما كانت الأمور تتعقد وننتظر هدايا المنافسين ومنح السماء.. وهو مالم يحدث أبدا من قبل.
والآن، تحول الأمر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي كنا نصل إليها بلا عناء يذكر، وبينما نحن أصحاب الألقاب التاريخية فيها، بات على المنتخب المصرى انتظار معجزة معقدة تتضافر فيها كل العوامل الإيجابية من أجلنا وتواجه باقى المنتخبات المنافسة كل العوامل السلبية التي تطيح بهم وتمنحنا آخر بطاقات التأهل إلى النهائيات.. والعجيب، أن البعض ينتظر تلك المعجزة.. معجزة المعجزات.
بالطبع يحتاج منتخب مصر إلى الفوز في الجولة الأخيرة ليصبح رصيده وقتها 9 نقاط ،لكن هذا الفوز يجب ان يكون على حساب المنتخب التونسى في ملعبه، والذى لم يتعرض للهزيمة مطلقا في تلك التصفيات، وهو ضمن خمسة منتخبات لم تتلق أي خسارة حتى الآن، كما أن مرماه لم يهتز سوى مرة واحدة خلال خمس مباريات، وهو أحد خمسة منتخبات أيضا تمتلك أقوى خطوط الدفاع في التصفيات كلها حتى الآن .
الأمر أيضا لا يتوقف عند حدود تحقيق فوز – شبه مستحيل – على المنتخب التونسى، بل يتجاوزه ليصل إلى انتظار نتائج سلبية للفرق المنافسة على المركز الثالث أيضا في باقى المجموعات.. فمثلا في المجموعة الأولى يجب ألا يحقق منتخب نيجيريا الفوز في ملعبه على نظيره الجنوب أفريقى، كما لا يجب أن يفوز الكونغو على السودان في ملعب الأخير رغم أنه تعرض لأربع هزائم حتى الآن في خمس مباريات لعب، لأن فوز الثنائى يعنى رفع رصيده كليهما إلى 10 نقاط وانتهاء الأمر بالنسبة لأمل منتخب مصر .
في المجموعة الثانية، قد يكون الأمر إيجابيا لمنتخب مصر حتى لو فاز منتخب مالى في ملعبه على الجزائر المتأهل والذى لم يهزم حتى الآن، وفاز منتخب مالاوى خارج أرضه على إثيوبيا.. لأن كليهما سيرفع رصيده وقتها إلى 9 نقاط، تضمن غالبا لمنتخب مالى التأهل كثان المجموعة، وتساوى منتخب مالاوى مع نظيره المصرى، إلا أن فارق الأهداف السلبى لمالاوى ( -4 ) حتى الآن قد يكون عائقا كبيرا أمام تجوز مصر وقتها ( فارق الأهداف صفر حتى الآن )، إلا إذا فازت مالاوى بسداسية نظيفة مثلا خارج ملعبها، وبالطبع عدم فوز فرق المجموعة الأولى التي ذكرناها .
ولا تشكل المجموعة الثالثة أو السادسة أي خطر على حظوظ المنتخب المصرى في حالة فوزه على تونس، لأن صاحبا المركز الثالث فيهما يمتلكان 5 نقاط فقط حاليا، وفوز أنجولا على بوركينافاسو في المجموعة الثالثة، مع فوز موزمبيق على النيجر في المجموعة السادسة، سيرفع رصيدهما إلى 8 نقاط، وهو ما لن يؤثر على موقف مصر حينئذ .
ويحتاج المنتخب المصرى إلى عدم تحقيق منتخب جمهورية الكونغو الديموقراطية للفوز على سييراليون في المجموعة الرابعة بنتيجة كبيرة لأنه سيصل وقتها إلى 9 نقاط أيضا وغالبا سيكون فارق الأهداف لصالحه، لكنه قد يدخل إلى المركز الثانى في حالة خسارة كوت ديفوار على ملعبه أمام الكاميرون وتوقف رصيده عند 9 نقاط أيضا، والإيفواريون يمتلكون حاليا فارق أهداف ( +2 ) وفى حالة تعرضه للخسارة سيتراجع إلى المركز الثالث وقد يتفوق عليه المنتخب المصرى بالأهداف بفارق ضئيل .
أما المجموعة الخامسة، فلم يتحدد أي من المتأهلين فيها في المركزين الأول والثانى، وبالتالى فإن انتهاء المباراتين بفوز أحد الفريقين ( غانا / توجو، غينيا / أوغندا )، يعنى أن صاحب المركز الثالث لن يتمكن أبدا من تحقيق النقطة التاسعة، وبالتالى يمكن اعتبار أن تلك المجموعة لن تكون عقبة أمام المنتخب المصرى .
كل تلك الاحتمالات تبدو خيالية ومبالغ فيها للغاية، لأن كلها تتوقف على نتائج الغير، والأهم هو الإجابة على هذا السؤال: هل يلحق المنتخب المصرى أول هزيمة بمنتخب تونس في عقر داره وهو صاحب أقوى خطوط الدفاع في التصفيات؟.. الإجابة واضحة.