كتب الشاعر فاروق جويدة رسالة إلى الشباب في عيد الحب قائلا فيها:
لا تحزن إذا جلست الليلة وحيدا في عيد الحب وأضأت شمعة واستعدت عمرًا وتذكرت وجوها أسعدتك يوما وفرقت بينكم الأيام. لا تهتم كثيرا بأشياء حولك كفرت بالحب واحترفت الكراهية. لا تنظر لتلك الوجوه التي تحولت إلى غابات موحشة من الكراهية فسافر الحب منها. أن للحب أوطانا يحن إليها ويعرف كيف يقيم فيها.
ويختار من البشر هؤلاء القادرين على العطاء دائما. إن الحب يختار الأوطان والفصول والقلوب التي يسكنها فكن أنت واحدا من هذه القلوب. إن الحب طائر جميل يحلق دائما في سماء صافية لا تعرف الغبار والاحقاد ولم تتلوث بالدماء. كيف تتصور أن يسكن الحب بيتا من الاحقاد أنه يختنق ولا يقاوم أبدا خسة البشر وانحطاط الناس. كن عصفورا يغنى ولا تكن حشرة يخافها الناس كن قلبا رحيما لا يعرف الكراهية ولا تكن أبدا واحدا من تلك النفوس المريضة التي لا تعرف غير الأحقاد. الليلة عيد الحب لا تسمع هؤلاء الذين يسخرون من المشاعر ويتصورون أن زمن الحب مضى وان الإنسان الجائع يريد رغيفا ولا يريد قلبا يؤنس وحدته أن الرغيف لا يغنى عن الحب والله خلق لنا الرغيف وخلق لنا المشاعر والمطلوب من الوطن قبل أن يطالبنا بالحب أن يوفر لنا رغيفا نظيفا عادلا. وإذا سرق اللصوص الرغيف منا فلا ينبغى أن نتركهم يسرقون المشاعر. إن إعدام الحب أكبر الجرائم في دنيا البشر. وحين يموت الحب ترحل معه أشياء كثيرة لأنه لم يكن يوما وحيدا في هذا العالم إن وراء الحب حشودا كثيرة من النبل والترفع إنه وراءه الرحمة والحنان والكبرياء والصدق لا تحزن للغابات الموحشة التي ملأت قلوب الناس حاول أن تستعيد صورة وجه منحك إحساسا جميلا في ساعة وحشة واحتياج. العالم بدون الحب رحلة عذاب وصفقة خاسرة فلا تكن من الخاسرين.
قبل أن تطفئ الشمعة تذكر قلوبا أسعدتك وأحبتك ولا تنظر لتلك الوجوه التي لم تعرف غير الأحقاد طريقا.