اولي هانسن
قال أولي سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنكفي تقرير له صدر اليوم بشأن السلع في أسبوع ان مع عودة الصين من احتفالات السنة الجديدة الطويلة بينما استأنف الدولار صعوده على خلفية البيانات الأمريكية القوية وفترة التيسير الكمي التي توشك على البدء في أوروبا.
لا تزال تكلفة خام النفط مختلفة على جانبي الأطلسي مع ارتفاع الفجوة بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت إلى أعلى مستوياتها منذ 13 شهراً بحوالي 12 دولار للبرميل.
تسبب الارتفاع الشديد في المخزونات الأمريكية وغياب ردة الفعل على التخفيض الحاد في منصات النفط الأمريكية في وضع خام غرب تكساس الوسيط في موقع الدفاع بينما استفاد خام برنت من الطلب الأوروبي على المصافي وانقطاع العرض من ليبيا والعراق.
اختلفت أسعار الغاز الطبيعي كذلك على جانبي الأطلسي إذ انخفضت الأسعار في نيويورك استجابة للسحب المتدني أكثر من المتوقع من المخزونات بينما ساعد الارتياب في أوروبا بشأن توريدات الغاز من روسيا بالإضافة إلى الفترة الطويلة للطلب الشتوي على رفع أسعار الغاز البريطاني.
أدت عودة المتداولين الصينيين بعد عطلة احتفالات السنة الصينية الجديدة والتي دامت لأسبوع إلى قفزة في النحاس جراء التوقعات بالمزيد من الدعم الحكومي، مما قد يؤدي إلى دفع النمو رفقة الطلب على المعادن الصناعية. وساعدت كذلك الإشارات التي تدل على أن العرض قد يتراجع بعد الارتفاع الحالي للمعدن الأبيض على الانتعاش وتحقيق لقب أفضل السلع أداءاً في الشهر في أكثر من سنة.
وقفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في عقود عديدة إلى 434 مليون برميل بينما وصل الانتاج إلى 9.3 مليون برميل في اليوم و سنشهد كذلك تأثيراً سلبياً على الانتاج بسبب التخفيض بنسبة 36% من عدد منصات الانتاج الأمريكية منذ أكتوبر الماضي.
ويمكن اعتبار بعض قفزات المخزونات الكبرى التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين على أنها مؤقتة نظراً لتراجع الطلب على المصافي. ويكمن السبب وراء هذا إما من المشاكل التشغيلية بسبب الجو القطبي البارد أو الاضراب أو الصيانة الموسمية.
وهي مع ذلك تسلط الضوء على حقيقة أنه بينما تتراجع تخمة العرض في مكان آخر، تستمر المخزونات الأمريكية في الارتفاع والذي يمكن دفعه إلى الاستقرار إما من خلال زيادة الطلب و/أو انخفاض الانتاج.
أبقى بيع عقود الخام العاجلة خام غرب تكساس الوسيط خافتاً بينما تمكن خام برنت من الاستجابة إلى الاخبار المواتية من السوق العالمي مثل التصريحات الأسبوعية من المملكة العربية السعودية حول ارتفاع الطلب ومن وكالة الطاقة الدولية حول عودة سوق النفط إلى الاستقرار في الأشهر القادمة جراء ارتفاع الاستهلاك وتراجع التوريدات في حين ساعدت اضطرابات العرض الحالية من العراق وليبيا إلى تراجع العرض.
كما تمثل الأحداث الحالية أخباراً جيدة من منظور منظمة الأوبك حيث يمتلك أعضاء أوبك أسعارهم الخاصة للنفط مقابل العلامة الدولية خام برنت بينما يتلقى منتجو النفط الصخري الأمريكي دفعاتهم لقاء النفط الذي ينتجونه بناء على أسعار خام غرب تكساس الوسيط.
انتعش خام برنت حالياً بمعدل 15 دولار للبرميل من سعره المنخفض في يناير متفوقاً على الارتفاع الهزيل الذي شهده خام غرب تكساس الوسيط بمعدل 6 دولار للبرميل.
وبعد انتقال الذهب من القمة إلى القاع بمعدل 117 دولار للأونصة خلال الشهر الماضي، تدبر الذهب تأسيس الدعم عند 1,190 دولار للأونصة قبل أن تعيده الإشارات على الطلب الخافت من المتداولين الصينيين العائدين من الإجازة فوق 1,200 دولار للأونصة.
تم اختبار هذا الدعم الوليد بالفعل يوم الخميس عندما استأنف الدولار انتعاشه ليصل إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو في شهر واحد حيث تسبب في ارتفاع الدولار البيانات الامريكية التي أظهرت ارتفاعاً في تضخم أسعار المستهلكين الأساسية.
ومن المتوقع أن تبدأ لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة في رفع المعدلات في وقت لاحق من العام الجاري ويعتمد التوقيت حالياً على البيانات الاقتصادية الورادة، كما بدأ المستثمرون عودتهم إلى الذهب في شهر يناير وبيعت خلال التصحيح الحالي بثلاثة أرقام نسبة ضئيلة من الاستثمارات الجديدة في المنتجات المتداولة بالبورصة ووصل إجمالي الأرصدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر الماضي خلال الأسبوع الماضي فقط.
يبحث المستثمرون والمتداولون على حد سواء عن استثمارات بديلة في السندات والأسهم إلى حد ما حيث أدى الانتعاش المستمر إلى قدر كبير من التردد في المشاركة في هذه المرحله و تمر العائدات الحقيقية على السندات الأمريكية في طور الهبوط مجدداً لا سيما بسبب ارتفاع التوقعات حول التضخم الذي يشير إلى إضافة الدعم إلى الذهب ، و أثارت مقاومة الذهب ضد الهبوط جراء ارتفاع الدولار انتعاشاً في الذهب المسعر باليورو ويبدو هذا منطقياً نظراً للبداية الوشيكة لبرنامج التيسير الكمي الذي يطلقه البنك المركزي الأوروبي.