التشريح الرقمى لمنع العبث بالجثث
استطاعت شركة ماليزية تطوير تقنية تشريح رقمي تحقق أهدافا علمية وأخلاقية بالغة الأهمية، مثل حفظ كرامة المتوفى والأدلة سواء في مصادرها أو المعلومات التي يتم الحصول عليها، كل ذلك في عملية تستغرق ساعة.
ووفقا لما نشره موقع 24 الإخبارى اليوم، تتفوق التقنية الجديدة كثيرا على التشريح التقليدي من حيث الدقة وحفظ الأدلة، والتي تتضمن جهاز مسح متعدد الاستخدامات الطبية جرى تطويره لتصوير جميع أجزاء الجسم الداخلية والخارجية بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتقطيعها إلكترونيا حسب متطلبات الطب الشرعي، وبدأت الخدمة الفعلية للجهاز قبل ثلاث سنوات في مستشفى كوالالمبور المركزي.
وقال مدير شركة "آيجين" -مات تشاندرا - إن الوفاة تعد المأساة الأكثر إيلاما للأسرة، وما نريده هو تجنيبها مزيدا من الألم بتعريض جثة المتوفى للعبث بأي شكل، وهذه التقنية تساعد الأسر المكلومة على معرفة سبب الوفاة دون انتهاك حرمة وخصوصية الفقيد.
وبدأت الفكرة عام 2000 أثناء التخطيط لإقامة محطة ضخمة للوسائط الإعلامية المتعددة في مدينة سايبر جايا أطلق عليها "مالتي مديا سوبر كاريدور"، ويقول تشاندرا -في حديث للجزيرة نت- إن العمل استغرق سبع سنوات لتطوير جهاز تشريح إلكتروني، ودخل مجال العمل عام 2013 في مستشفى كوالالمبور المركزي، ثم انتقل إلى بريطانيا.
ويضيف تشاندرا أنه يوجد حاليا ثلاث وحدات للتشريح الإلكتروني في بريطانيا، ويتم توسيع هذه التكنولوجيا لتشمل جميع أنحاء المملكة المتحدة بإقامة 18 وحدة أخرى، مشيرا إلى أن التقنية ستدخل قريبا الشرق الأوسط حيث تم الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة لتشغيل وحدات تشريح إلكتروني فيها.
ولفت تشاندرا إلى أن التحدي الأكبر الذي واجهوه كان توفير التمويل الذي تكفلت به الحكومة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهو أمر كان "وراءه رؤية قيادة سياسية تمثلت في رئيس الوزراء الأسبق محاضر محمد وفريقه" وفقا لتشاندرا.
وعدد تشاندرا أربع مزايا رئيسية للتشريح الإلكتروني مقارنة بالتشريح التقليدي من الناحية العلمية، الأولى الحفاظ على مصدر الأدلة وهو مسرح الحادث أو الجريمة، والثانية الحفاظ على الأدلة الأصلية متمثلة في جسد المتوفى بحيث يمكن العودة إليه مرارا للتحقق من الأدلة وصحتها بينما يتسبب التشريح التقليدي بتدمير الأدلة الأصلية.
أما الثالثة فالوقاية الصحية للخبراء والمحققين بما يحول دون انتقال أي مرض من الجثة إليهم، وذلك لأنهم لن يكونوا مضطرين للتعامل مع الجثة بشكل مباشر. والرابعة حفظ الأدلة بتقنية ثلاثية الأبعاد وتقديمها للجهات المختصة، والسماح للعودة إليها في أي وقت.
وإضافة إلى الميزات الفنية السابقة يمكن الاستفادة من هذه التقنية في تعليم الطب، حيث يتم شرح مادة التشريح من قبل أساتذة الطب للطلاب دون التعرض للجثث بالعبث.