استطاعت بورصات وول ستريت أن تنجو بنفسها من سلسلة الخسائر التى تشهدها اسواق المال الاوروبية والآسيوية للاسبوع السابع على التوالى، حيث هدأت مخاوف المستثمرين حول الاقتصاد الامريكى، بينما مازال القلق يخيم على أزمة ديون اليونان ومفاوضات الاتحاد الاوروبى للتوصل لتسوية حول خطة الانقاذ الثانية للبلاد.
وحققت اسواق المال الامريكية اول ارتفاع لها فى سبعة اسابيع لتحد من اطول سلسلة خسائر شهدها مؤشرا ستاندرد آند بورز500 وداو جونز الصناعى منذ عام 2001 مع تراجع القلق ازاء اداء الاقتصاد الأمريكى.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنسبة طفيفة بأقل من 0.1% ليصل الى 1271.50 نقطة، وقد فقد المؤشر نحو 6.8% من قيمته خلال فترة تراجعه لستة اسابيع، وقفز مؤشر داو جونز بمقدار 52.45 نقطة بنسبة 0.4% ليصل الى 12004.36 نقطة خلال الاسبوع الماضى.
ودعمت البيانات الاقتصادية التفاؤل فى الاسواق مع هبوط طلبات اعانة البطالة الى 414 ألف طلب فى الاسبوع الماضى لتقل عن متوسط توقعات الخبراء، وفقا لوزارة العمل الامريكية.
وقال "كيفين كارون"، الخبير الاستراتيجى بشركة "ستيفل نيكولاوس آند كو"، إنه عندما يتم النظر الى الصورة الكلية للبيانات الاقتصادية، يبدو وجود بعض الضعف الا أن معظمها مازال يتحرك فى الاتجاه الايجابى.
وفى اوروبا، استكملت الاسهم اتجاهها الهبوطى للاسبوع السابع نتيجة تنامى المخاوف من ارجاء الاتحاد الاوروبى للخطة الثانية لانقاذ اليونان.
وتراجع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.4% ليصل الى 267.17 نقطة فى الاسبوع الماضى فى اطول سلسلة من الخسائر الاسبوعية منذ عام 2008، وقد عوضت الاسهم خسائرها الاسبوعية بعد ان اشارت المستشارة الالمانية "انجيلا ميركيل" الى استعدادها للوصول لتسوية حول مطالب حملة السندات، الذين سيتحملون جزءا من خطة انقاذ اليونان، مشيرة إلى أنها ستعمل مع البنك المركزى الاوروبى لحل الأزمة.
من ناحيته قال الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى" إنه تم تحقيق انجاز فيما يتعلق بأزمة الديون اليونانية.
ورغم هذا التراجع فإن البنوك اليونانية حققت اداءً قويًا خلال الاسبوع الماضى، وكانت من بين اكبر الرابحين فى مؤشر ستوكس 600 الاوروبى، حيث قفزت اسهم كل من "ألفا بنك" و"إى إف جى يوروبنك إرجاسياس" بأكثر من 5%.
واتخذت البورصات الآسيوية منحنى هبوطيًا أيضا لتسجل اطول فترة من الخسائر الاسبوعية فى سبع سنوات، بسبب القلق حول ضعف النمو الاقتصادى الامريكى، وازدياد سوء أزمة الديون اليونانية، التى ستعوق التعافى الاقتصادى العالمى.
وهبط مؤشر "إم إس سى آى آسيا الباسيفيك" بنحو 1.9% ليصل الى 129.60 نقطة فى الاسبوع الماضى وسط قلق حول التعافى الاقتصادى العالمى بعد الاحداث التى شهدتها الفترة الماضية من مشكلات وبيانات اقتصادية ضعيفة.
وفى اسواق المال الاقليمية، تراجع مؤشر نيكاى 225 للبورصة اليابانية بنحو 1.7% فى الاسبوع الماضى، كما انخفض مؤشر كوسبى لاسهم شركات كوريا الجنوبية بنسبة 0.7%. وفى استراليا فقد مؤشر S&P/ASX 200نحو 1.7% من قيمته، وسجل مؤشر هانج سينج لبورصة هونج كونج انخفاضًا كبيرًا بنسبة 3.2%، حيث شهد عملية تصحيح فى 16 يونيو الماضى بعد هبوطه بأكثر من 10% من اعلى مستوى حققه فى 8 ابريل السابق.
وبالنسبة لاسواق الاسهم الصينية، فقد هوى مؤشر شنغهاى المجمع بنحو 2.3% بعد أن أمر البنك المركزى البنوك بزيادة الاحتياطى الالزامى بعد ارتفاع معدلات التضخم بأسرع وتيرة لها فى حوالى ثلاثة اعوام بشهر مايو الماضى.
وتجاوز هبوط مؤشر "إم إس سى آى" لاسواق المال الآسيوية طوال سبعة اسابيع سلسلة التراجع الذى شهده لمدة ستة اسابيع عقب انهيار بنك ليمان براذرز فى عام 2008.
وقال "آلان جرينسبان"، رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى الاسبق، إن تعثر اليونان "شىء مؤكد"، وقد يدفع الاقتصاد الامريكى الى الركود بعد فشل مسئولى الاتحاد الاوروبى فى التوصل لتفاهم حول مفاوضات خطة انقاذ اليونان الثانية، وفقا لـ"بلومبرج".