في مجتمعنا الشرقي لدينا صورة متكاملة للرجل تتميز برباطة جأشه وقوته وشخصيته القوية أمام زوجته، ولكن هذه الصورة خيالية وليست حقيقية، لأن الرجل الذي لا ينصاع لحديث زوجته لا يسلم من المشاكل والنكد الزوجي، ولعلنا نريد أن نعرف ما هي أسباب خوف الرجل من زوجته.
وتقول هبة صابر، خبيرة العلاقات الأسرية: "إن هناك العديد من التفسيرات حول خوف الزوج من زوجته الذي قد يكمن في ضعف شخصية الرجل أو سوء في سلوك وتصرفات الرجل تدفعه لإرضاء رغبات زوجته خوفا من الكشف عن تصرفاته، ولكن الأكثر انتشارا هو شخصية "حنفي" الرجل المنصاع لأوامر زوجته التي اشتهرت في السينما المصرية، لأن كثيرا من الرجال يحاولون إرضاء زوجاتهم ليس ضعفا منهم ولكن تجنبا للمشاكل وتقديرا لرؤيتها ودورها في إدارة الأسرة، ولكن دائما ما تنقلب شخصية "حنفي" رأسا على عقب لأن الرجل أو أي إنسان من الطبيعي أن يصل لمرحلة يمل فيها من دور الإرضاء المتزايد وخاصة بين الزوجين لذلك فشخصية "حنفي" يجب أن تعرف المرأة جيدة أنها سريعة التحول ولا تعتقد أنها تملكت زوجها وتبدأ في تصرفات تضعف من شخصيته بل يمكنها أن تجعله دائما "حنفي" فكلما أعطته إحساسا ومشاعر بقوته وعظمته في تقديره لها أعطاها حبا وإرضاءً أكثر".
وتابعت: "أما هناك نوع آخر من الخوف وللأسف الناتج عن العنف وخاصة بعد دراسة ميدانية أجراها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية حول "عنف الزوجات ضد الرجال" حيث أوضحت الدراسة أن نحو 30% من الزوجات المصريات يمارسن العنف ضد أزواجهن، واستندت الأرقام على إحصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض الأزواج للبطش من زوجاتهم، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 65% من الزوجات من مرتكبات جرائم العنف ضد أزواجهن أرجعن ذلك لأسباب تتعلق بغيرتهن الشديدة عليهم، أما 45% منهن فأرجعن ذلك إلى البخل والحرص الشديد على أموال أزواجهن، ويعتبر هذا أخطر أنواع الخوف من الزوجة فسببه عنف وغالبا ما ينتهي بتدمير للأسرة بل وارتكاب الجرائم أيضا، لذلك ننصح الأزواج بأن يكون الحب والاحترام والإرضاء المتبادل بين الطرفين هو سمة الحياة الزوجية".