توصل أشمل تحليل وراثي للغوريلا الجبلية حتى الآن إلى أن هذه الحيوانات المعرضة للخطر مثقلة بأعباء التزاوج الداخلي وتجابه مخاطر الانقراض، إلا أن الباحثين لا يزالون يرون أسباباً تبعث على التفاؤل بشأن استمرار بقائها.
كشف 23 عالماً من 6 دول النقاب عن أول خريطة جينية متكاملة للغوريلا الجبلية، وهي من أبناء عمومة الإنسان القريبة له من الوجهة الوراثية والتي تعيش في منطقتين منعزلتين في وسط أفريقيا، حيث وجدوا مستويات عالية من التزاوج الداخلي.
وتوصلت نتائج الدراسة التي وردت في دورية (ساينس) العلمية إلى فقدان قدر كبير من التنوع الوراثي نتيجة للتزاوج فيما بينها من الأقارب بسبب محدودية عدد هذه الحيوانات فيما تتوارث الغوريلا الجبلية قطاعات متماثلة من الأبوين في نحو ثلث الطاقم الوراثي (الجينوم).
ويؤدي تزاوج الأقارب إلى زيادة مخاطر توارث الأمراض علاوة على ضعف الاستجابة للتغيرات البيئية من خلال تراجع القدرة الوراثية على التأقلم ما يتسبب في استحداث متاعب خاصة بالطفرات الضارة.
وأصيب الباحثون بدهشة بالغة عندما وجدوا ان الكثير من الطفرات الضارة -التي تمنع عمل الجينات وتتسبب في ظروف مرضية خطيرة- كانت أقل شيوعاً إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى من الغوريلا.
وتصل أعداد الغوريلا الجبلية الى 880 حيواناً فقط وتعيش في غابات يغطيها الضباب في سلاسل فيرونجا الجبلية البركانية على حدود رواندا وأوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وفي متنزه بويندي الوطني في أوغندا. واستندت الدراسة إلى تحليل عينات دم من سبعة من هذه الحيوانات بمنطقة فيرونجا.