تتأهب بيرو لتشكل ظاهرة النينيو المناخية خلال الأشهر القليلة القادمة فيما تهدد درجات الحرارة الدافئة للمياه السطحية للبحار بتهيئة الظروف لعام كارثي آخر لأنشطة تصدير الاسماك بأنواعها.
وقالت هيئة (جرينيا أفالوس) الحكومية للأرصاد الجوية أمس الأربعاء إن مكتب انفان البيروفي المكلف بالتنبؤ بظاهرة النينيو أحاط صناع السياسة علما بهذه التوقعات وقال إن من المحتمل حدوث ظاهرة "معتدلة" للنينيو هذا العام.
وقال المكتب إن الأحوال الجوية السائدة والدفء غير المعهود للمياه قبالة سواحل بيرو المطلة على المحيط الهادي ربما كانت "مشابهة بدرجة كبيرة" أو أسوأ مما كانت عليه عام 2014 عندما أدت هذه الظاهرة إلى أزمة في أنشطة الصيد المحلية، وتجئ توقعات بيرو لهذه الظاهرة بناء على تحذيرات مماثلة صدرت من اليابان واستراليا هذا الأسبوع.
وقال المكتب إن ما يعضد هذه التوقعات رصد مياه استوائية دافئة على ساوحل بيرو عادة ما تسبق النينيو.
وتزدهر في بيرو أنشطة صيد الاسماك والصناعات المرتبطة بها لاسيما اسماك الأنشوفة (الأنشوجة) الصغيرة -التي تعيش اصلا في المياه الباردة- فيما تعد بيرو أكبر مصدر لها في العالم إذ تنتج نحو ثلث الامدادات العالمية منها.
وتراجعت أنشطة صيد الأنشوفة في بيرو العام الماضي إذ كانت كميات الصيد ثلث الكميات المعهودة وذلك بعد دفء المياه مما أثر عكسيا على النمو الاقتصادي مع تراجع أسعار الاسماك.
كانت الحكومة تتوقع ارتفاع كميات صيد الأنشوفة بواقع 30 في المئة على الأقل هذا العام قبل ورود الأنباء الخاصة بالنينيو.
والنينيو ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وتحدث كل ما يتراوح بين أربعة و12 عاما. ويتسبب النينيو في ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المحيط الهادي مما قد يتمخض عن موجات جفاف في بعض بقاع العالم وفيضانات في البعض الاخر.