صورة أرشيفية
أفادت دراسة نشرت نتائجها بأن اثنين في المئة فقط من أنواع نحل العسل البرية هي التي تقوم بوظيفة تلقيج نحو 80 في المئة من المحاصيل وأوردت الدراسة إجراءات بسيطة يتبعها المزارعون كي يجتذبوا هذه الحشرات المفيدة للحفاظ على الانناج الغذائي.
وقال التقرير الدولي الذي يرتكز على 90 دراسة أجريت في خمس دول إن على الحكومات أيضا العمل على الحفاظ على نحل العسل الذي لا يلقى اهتماما واجبا على ما يبدو تحسبا لأن يلعب دورا أكبر في حالة وقوع كوارث بيئية قد تنجم عن تغير المناخ.
وتواجه أنواع عديدة من النحل البري -الذي يضم 22 ألف نوع على مستوى العالم- خطر الإندثار بسبب عوامل كثيرة منها المبيدات الحشرية وفقدان أماكن المعيشة ما يثير شكوكا بشأن ما هي أفضل السبل لحماية هذه الحشرات ذات الأهمية الاقتصادية في توفير الإنتاج الغذائي للإنسان.
وقال ديفيد كلاين المشرف على هذه الدراسة بجامعة فاجينينجين ومركز البحوث في هولندا إن نحل العسل يشبه لاعبي كرة القدم، وقال لرويترز "هناك قلة من اللاعبين الذين يجمعون أموالا طائلة مثل (كريستيانو) رونالدو و(ليونيل) ميسي ثم تأتي بعد ذلك مجموعة ضخمة أخرى ممن يعولون على كرة القدم لكسب ارزاقهم وعندئذ فهناك 99.9 في المئة يلعبون من قبيل المتعة".
وقالت الدراسة التي وردت في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) إن اثنين في المئة فقط من الأنواع -وأشيعها النحل العالي الطنين أو النحل الإنفرادي- تقوم بوظائف النحل البري في مجال تلقيح المحاصيل الأساسية والفاكهة مثل الفول والتفاح والبطاطا (البطاطس) وذلك نيابة عن نحو 80 في المئة منه.
وقال التقرير الذي ركز على النحل البري بدلا من نحل العسل في المناحل الجيدة الإدارة إن بوسع المزارعين أن يجتذبوا بسهولة خير عناصر النحل البري لتلقيح المحاصيل وذلك من خلال زرع الزهور البرية أو زراعة شرائط من النجيل والأعشاب على حواف الحقول.
وقال بات ويلمر من جامعة سانت اندروز باسكتلندا الذي لم يكن ضمن هذا الفريق البحثي "قد يكون من المفيد للمزارعين التعرف على أبسط السبل وأرخصها لتحقيق ما يريدون بخصوص تلقيح المحاصيل".
وقالت الدراسة إن أكثر أنواع النحل البري الكادحة والمثابرة هي نحل أمريكا الشمالية الطنان الذي يدر 963 دولارا للهكتار الواحد (2.5 فدان).
وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الأخيرة بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الإنتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.
ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الأمريكيون فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وانشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة.
لكن خلال السنوات القليلة الماضية تناقصت أعداد النحل بمعدل تقول الحكومة الأمريكية أنه يتطلب علاجا حاسما فيما أثار ايجاد حل لهذه الأزمة جدلا سياسيا محتدما في البلاد.
وشكل البيت الأبيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام المبيدات الحشرية من طائفة (نيونيكوتينويدات) كما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الأمريكي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن.