تصميم المجوهرات فن يحتاج الى فنان من نوع خاص وعلم وخبرة الى جانب الموهبة التى تشكل الركن الأهم والرئيسى في المصمم، وبشكل عام فإن تصميم المجوهرات يختلف من حضارة الى اخرى ويعتمد فى المقام الاول على نوع المعدن فالمجوهرات البلاتينية تختلف عن الذهبية والالماظ يختلف عن الزمرد وهكذا، وحتى نقترب اكثر من هذا العالم التقينا ناهد شعراوى التى تعد من اشهر مصممى المجوهرات فى مصر والعالم العربى التى أكدت أنها تعشق التصميمات التركية وتقول انها الاقرب الى قلبها الا انها ايضا تبحث دائما عن كل جديد.
ناهد شعراوى هى من مواليد القاهرة ومن اصل تركى وتخرجت فى جامعة القاهرة كلية الاداب قسم لغة فرنسية وبدأت تدخل الى عالم الذهب والمجوهرات بعد تخرجها مباشرة خاصة وان زوجها ايضا يعمل فى نفس المجال وكانت البداية محل صغير وكان رأسمالها الاساسي هو الموهبة التى حولتها الى واحدة من اشهر مصممى المجوهرات فى الوطن العربى.
قالت شعراوى فى حديثها لـ"الخبر الاقتصادي" عن عالم تصميم المجوهرات، إن اهم شئ فى هذا المجال هو طريقة عرض المشغولات الذهبية والمجوهرات وتوزيع الاضاءة، لان هذا من شأنه ان يظهر اللمسات الفنية الموجودة بقطعة المجوهرات اضافة الى الشخص نفسه الذى يطلب التصميم فهناك من يطلب تصميمات حديثة وهناك من يطلب تصميمات توحى بالتراث والتاريخ وفى الغالب تجد ان اغلب الطلبات تشترط الا يكون تم تداول التصميم فى الاسواق من قبل وهو ما يعطيه نوع من التميز وهنا تتحكم الموهبة والرؤية فى العمل ككل.
وبالنسبة لاشهر التصميمات قالت إنها تتمثل فى الذهب وبداخله قطع الالماظ وايضا البروجات بتصميمات مختلفة خاصة "بروش ام كلثوم" الذى يطلبه الكثيرون و"بروش الطاوس".
والطريف كما تقول شعراوى ان اغلب الزبائن هم من الرجال الذين يحرصون على الجديد لاهدائه الى زوجاتهم وغالبا ما يكونون من الطبقات الغنية والمثقفة من مصر وبعض الدول العربية مثل السعودية والامارات والكويت اضافة الى الكثيرين من الشخصيات العامة والعاملين بالسفارات العربية بالقاهرة.
وتعدد مصممة المجوهرات المشاكل التى تعترض هذه الصناعة أغلبها ان عدد العاملين فى مجال التصميم من المصريون قليلون جدا على الرغم من ان هناك الكثيرون الموهوبين ولا يجدون فرص للتدريب لأكتساب المهارات والعمل خاصة بالنسبة للسيدات والفتيات واصبح نقص العمالة المدربة يسبب مشكلة عندما نريد ان ننافس التصميمات العالمية، ايضا نجد ان ضعف التسويق لمنتاجاتنا يشكل مشكلة اخرى خاصة فى الاسواق العالمية والعربية حتى اصبح لدى حلم وهو اقامة معرض عالمى ليتعرف العالم على الفن المصرى فى تصميم المجوهرات ومن الممكن بعد فترة اذا تغلبنا على نقص العمالة المدربة واصبح لدينا تسويق جيد ان ننافس فى الاسواق العالمية ومن الممكن ان تكون البداية فى احدى الدول العربية خاصة الخليجية لان هذا النوع من الفن لا يوجد بكثرة فى دول الخليج اضافة الى ان معظم الطلبات غالبا ما تكون بشكل فردى وكل سيدة يكون لها طلبات تختلف عن الاخرى بمعنى ان العمل فى هذا المجال لا يتم بشكل تجارى ويطرح فى الاسواق ولكنه يتم بشكل فردى وكل موديل له تصميم ورؤية تختلف عن الاخرى وهذا بطبيعة الحال يمكن ان يكون مصدرا هاما للدخل القومى من العملة الصعبة لمصر.
وعن الذهب الصينى الذى بدأ فى الانتشار بكثرة مؤخرا داخل الاسواق المصرية وكذلك الذهب الايطالى قالت انه من الخطأ ان نطلق عليه مسمى ذهب ولكن المسمى الحقيقى له انه عبارة عن قطع اكسسوار صينية ضعيف الخامة، اما بالنسبة للذهب الايطالى فهو عيار 18 ويتميز بأن وزنه خفيف وعالى الجودة والتقنية.
وتحدثت ناهد عن الشبكة والفرق بين ذهب العروسة فى الماضى والان، فقالت فى الماضى كانت العروسة تطلب طقم كامل عبارة عن حلق وكولية وسلسلة طويلة واسورة وخاتم، اما الان فهى تطلب توينز الماظ او ذهب ودبلة اشبه بالخاتم.
وعن أمنياتها تقول شعراوى انها تحلم ان تري مصر من اهم واكبر الدول فى صناعة وتصدير الذهب الى الخارج وترى اننا لانقل عن الايطالين وكل ما نحتاجة هو نقل التكنولوجيا الحديثة وزيادة عدد المصانع اضافة الى توفير مراكز لتدريب الموهوبين على التصميم والتصنيع بجودة عالية وتخريج عمالة ماهرة تستطيع ان تتعامل مع الماكينات والتكنولوجيا الحديثة بحرفية عالية اضافة الى الاهتمام بعملية التسويق فى الاسواق الخارجية بإقامة المعارض هناك لتعريف جمهور وتجار تلك الدول بالمنتج المصرى.