جانب من المؤتمر
أفتتح وزير القوي العاملة محمد سعفان، اليوم السبت، مؤتمر الاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس الثامن بالقاهرة، بمشاركة 12 دولة عربية تحت عنوان "الغزل والنسيج بين الواقع والمأمول"، بحضور جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، وعبد الفتاح إبراهيم الأمين العام للاتحاد ، ورئيس النقابة العامة للغزل والنسيج بمصر، والدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة، ممثلا عن وزير قطاع الأعمال العام ، وغسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، والدكتور بشارة الأسمر رئيس الاتحاد العمالى بلبنان، فضلا عن ممثل عن الاتحاد العالمي للنقابات ولفيف من القيادات العمالية والتنفيذية بقطاع الغزل والنسيج ومجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر .
وأكد الوزير في كلمته أن قطاع عمال الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، يعد واحداً من أهم القطاعات العمالية في مصر والدول العربية، مرجعا ذلك إلى قدم هذه الصناعة ، وكثافة العمالة بها ، قائلا : إن أحد لا ينكر ما تتعرض له هذه الصناعة في الوقت الحالي إلى مشكلات جوهرية، تهدد مستقبل هذه الصناعة، وتنعكس على أوضاع عمالها.
وقال : إن عمال الغزل والنسيج في مصر أكثر الذين عانوا من مشاكل هذا القطاع المتراكمة ، والتي تسببت فيها عدد من القرارات الاقتصادية الخاطئة خلال السنوات الماضية زادت من هموم وأوجاع العاملين به ، مؤكدا أننا الآن وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما الشعب المصري والعمال في القلب منه ، بات لدينا خطط اقتصادية طموحة تسعى القيادة السياسية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تطبيقها لتعظيم الاستفادة من هذا القطاع.
وأشار إلي أن دور العمال تعاظم خلال هذه الفترة الحرجة التي مرت بها بلادنا ، وأصبح دورهم لا يقل أهمية عن دور الجندي في المعركة ، فطالما تصدى العمال لدعاة الفكر المتطرف ورفضوا أن ينساقوا خلف دعوات الهدم والتخريب التي يروج لها البعض وآثروا على أنفسهم العمل والإنتاج، بل وحاربوا هؤلاء المخربون وأعادوهم إلى جحورهم منكسي الرؤوس .
وأكد "سعفان" أن الدولة المصرية مهتمة بتنفيذ خطة تطوير شاملة لصناعة الغزل والنسيج في الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، وذلك خلال فترة 3 سنوات بعد تقليص مدتها من 5 سنوات، بدءا من شركات حلج القطن مرورا بالغزل والنسيج والصباغة والتجهيز، وأن هناك جهداً مبذولاً من مكتب استشاري عالمي أعد دارسات هيكلة شاملة للشركات التابعة .
أكد وزير القوى العاملة محمد سعفان ضرورة ان يكون هناك حركة عمالية عربية ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة حيث تواجه الدول العربية تحديات كثيرة تسعى الى تفتيتها الى دويلات وبالتالى فان التكامل والتقارب والاتحاد بين الحركة العمالية العربية سيعمل على مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها .
وأكد الوزير أن العمال هم أساس الشعوب وقوامه، مشيرا إلي أن التكامل يمكن أن يتم بين النقابة العامة للغزل والنسيج في مصر، ومثيلتها في السودان ، مشيرا إلى أن السودان لديها أرض خصبة، ومصر لديها العمالة المدربة ، مما يعود في النهاية على الأمة العربية , معربا عن أمله في أن يعود الحلم العربي، وأن يكون هو الدافع الأول للتنمية الاقتصادية العربية المشتركة.
ووجه الوزير كلامه للحضور قائلا : "لقد جئتم اليوم للاجتماع بقاهرة المعز، لمناقشة قضية الغزل والنسيج وما تعرضت له تلك الصناعة من أزمات خلال السنوات الماضية، فضلا عن كيفية الخروج من هذه الأزمة وسبل تطويرها، من خلال مؤتمركم الثامن الذي يعقد تحت عنوان "الغزل والنسيج بين الواقع والمأمول"، مؤكدا أننا بحاجة في هذه الظروف إلى تعميق هذه الشعارات وأن نجعلها نهجا نسير عليه دوما، وأن نعمر ونطور بلادنا بأيدينا ، وألا ننتظر من أحد غيرنا كأمة عربية أن يمد يده لبلادنا سعيا للتنمية أو التطوير.
وقال :إن جمعنا اليوم بالقاهرة تأكيداً على اهتمام الحكومة المصرية بالحركة النقابية العربية وإيمانا بدورها الفعال ورغبتها في تقديم الدعم والمساندة للنقابيين الذين يبذلون كل الجهد من أجل القضايا العمالية ومصلحة العمال، حيث يمثل العامل الثروة القومية الحقيقية للبلدان، ولا شك أن شعوره بالأمن والاستقرار في العمل ينعكس على زيادة الإنتاج كما ونوعا .
وأختتم الوزير كلمته موجها الشكر لجميع الحضور من النقابيين والعاملين بقطاع الغزل والنسيج، وعلى تنظيم هذا المؤتمر، مؤكدا أننا نحتاج مثله دائما لشحذ الهمم نحو مزيد من العمل والإنتاج ، وصد كل محاولات الكيانات المارقة والشخصيات الزائفة لاستغلال مطالب وأوجاع عمال الغزل والنسيج لتحقيق مكاسب شخصية ، آملا أن تثمر مناقشات هذا المؤتمر عن بلورة رؤية واضحة يمكن من خلالها وضع استراتيجية قومية تعمل على تحقيق مستقبل عمل أفضل للعاملين بقطاع الغزل والنسيج .
وكان الوزير قد رحب في بداية المؤتمر بالقيادات النقابية لعمال الغزل والنسيج بمصر بالوطن العربي علي أرض الكنانة واصفا إياهم بصفوة العمال صانعي الذهب الأبيض، وغازلي الأثواب البيضاء ، مؤكدا أنها تعودت دائما على أن تكون بمثابة الأم للدول العربية تقرب الأواصر بينها وترسخ الاستقرار بها .
ومن جانبه قال أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج قال : إن صناعة الغزل والنسيج تواجه حربا شرسة، ولكن بالنسبة لمصر فإن هناك خطوات جادة واصلاحات جريئة تبنتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية حتى تعود الصناعة الى سابق عهدها.
ودعا إلى التكامل العربي، مشيرا إلى أن المصانع السورية التي تم إقامتها في مصر كمثال للتكامل العربي، مؤكد أن القيادة السياسية وجهت بضرورة اتخاذ خطوات جادة تسهم في اصلاح صناعة الغزل والنسيج ، معربا عن أمله أن يخرج المؤتمر بتوصيات مهمة تعمل على النهض بهذه الصناعة .
ومن جانبه أكد جبالى المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مهتم بإحياء وإعادة صناعة الغزل النسيج لسابق عهدها، وبناء عليه تم الاتفاق مع الصين على إعادة هيكلة هذه الصناعة فى مصر ، مشيرا إلى ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية من وزارات الصناعة والقوى العامة والزراعة والنقابة العامة للغزل والنسيج.
وأشار جبالي إلى أن النقابة العامة للغزل والنسيج تقدمت بروشته علاج لإحياء هذه الصناعة فى مصر منذ أكثر من 4 سنوات، متمنيا أن ينتهى المؤتمر بتوصيات تسهم فى نجاح هذه الصناعة فى الدول العربية.
وفي نفس السياق قال عبد الفتاح إبراهيم الأمين العام للاتحاد العربي : إن صناعة الغزل والنسيج كانت صناعة رائدة فى العالم العربي، ولكنها واجهت العديد من التحديات التي تسببت في خروج تلك الصناعة في كثير من الدول العربية حتى لم تعد موجوده إلا فى مصر وسوريا فقط، مؤكدا أن العالم العربي في حاجة شديدة لاسترجاع هذه الصناعة لتكون صناعة استراتيجية .
وطالب "إبراهيم" بتشجيع الفلاحين العرب على زراعة القطن لنفى منه احتياجاتنا ، فضلا عن وضع تشريعات رادعة لحماية هذه الصناعة ، وتفعيل اتفاقيات عربية مشتركة للتصدي لأى ممارسات خاطئة تضر صناعة الغزل والنسيج ، مؤكد ضرورة تفعيل السوق العربية المشتركة لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي .
وأدان باسم الاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج الإرهاب فى الدول العربية، مطالبا باتحاد العرب يدا واحدة فى مواجهة الإرهاب بكافة صوره .
من جانبه أعرب غسان غصن عن سروره فى المشاركة في هذا المؤتمر ، مؤكدا أن صناعة الغزل والنسيج في الدول العربية تعد ميدانا رحبا لخلق فرص العمل، ولكن القيود التي فرضتها المنظمات العالمية والانفتاح التجاري انعكست على القوى العاملة التى باتت مهددة بالبطالة ، مشيرا إلي أن المشاكل الهيكلية في تحديث الآلات والمعدات وخطوط الإنتاج أسهمت في سوء أوضاع هذه الصناعة في العالم العربي.
ودعا غصن إلي ضرورة تطوير وسائل الإنتاج واتخاذ الإجراءات التي تسهم في رفع التنمية وعودة صناعة الغزل والنسيج إلى ما كانت عليه وتوفير فرص عمل لألاف الشباب .
كما دعا إلى تكوين السوق العربية المشتركة لمواجهة التحديات التى تؤثر على اقتصاد العرب ، مطالبا الحكومات العربية باتخاذ القرارات التي تدعم القدرات التنافسية لصناعة الغزل والنسيج.
وأدان غصن باسم الاتحاد الدولي للعمال العرب الإرهاب والتطرف في كل الدول العربية.
وقدم بشارة الأسمر رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بلبنان الشكر لعبد الفتاح إبراهيم على هذا النشاط المميز الذي يبعث الأمل فى القلوب خاصة بعد حالة من التشرذم نعيشها فى الوطن العربي ، خاصة بعد الربيع العربي المدمر الذي أدى إلى استباحة الأرض ودمر الصناعة والزراعة والسياحة ، معربا عن أمله أن يسهم المؤتمر فى إعادة الصناعة فى الوطن العربي.
وقال : إن ما يصرف على الحروب بالمليارات ، مطالبا أن توجه هذه المليارات على الصناعة بدلا من الحروب وشراء الأسلحة .
ومن جانبه قال جورج باسونيس ممثل الاتحاد العالمي للنقابات : إن اتحاده يمثل 95 مليون عامل من 130 دولة ، مشيرا إلي أن قطاع الغزل والنسيج من القطاعات التى لها أهمية استراتيجية كبيرة، وهى أساس اشباع الحاجات للعمال ، مشيرا إلي أن إفريقيا تنتج ما يزيد عن 10 % من القطن الخام ويتم تصديرها إلى دول آسيا ، منوها إلي أن مصر تعد من أكبر الدول ، حيث بها 4000 مصنع يعمل بها ما يزيد عن مليون عامل ، ذاكرا أن مصر تقوم بزراعة الأقطان من أجل تصنيع الملابس الجاهزة، وتصدر حوالى 80% من انتاجها لأمريكا وعلى مستوى العالم ، معربا عن اعتقاده أن هذا القطاع فى مصر مصدر للتحقيق رفاهية العمال .