في مختلف محافظات ومدن مصر تجد الشباب يسعون وراء لقمة عيشهم بالبحث مرراً وتكراراً عن فرص عمل مناسبة، من شأنها أن تعود عليهم بدخل شهري ثابت وجيد يكفي متطلباتهم واحتياجاتهم، بل وتوظّف خبراتهم ومهاراتهم في المجال المناسب، لتنمية قدراتهم وتوجيهها إلى المسار الصحيح.
اليوم وبسبب عدم استقرار الوضع الاقتصادي في الأسواق المصرية؛ فإن إيجاد الوظيفة المناسبة لربما أصبح أمراً صعباً في كثير من الأحيان، ومن ناحية أخرى فإن تدني الأجور وعدم الثبات الوظيفي في مختلف القطاعات والمؤسسات والشركات هو سبب آخر لتوجّه الشباب المصري نحو البحث عن فرص عمل في الخارج؛ فتبدأ عمليات التواصل مع الشركات والوسطاء والمعارف لتقديم سيرهم الذاتية لأي من الجهات المُعلنة عن توفّر شواغر في مجالات تخصصاتهم.
كلا السببين فتح أمام المحتالين باباً آخراً لإيقاع الكثير من الشباب في الفخ، بهدف جني الأموال السهلة في أقل وقت ممكن!..
عمليات احتيال ووظائف وهمية
في محافظتي الجيزة وسوهاج ضبطت مباحث الأموال العامة على عدد من المحتالين الذين زعموا أنهم مدراء لشركات كبرى وموظفين حكوميين، وبإمكانهم مساعدة الباحثين عن عمل في إيجاد الوظيفة المناسبة لهم في القطاعين العام والخاص. اعتمد هؤلاء الأشخاص في التوصّل إلى الشباب على منصات التواصل الاجتماعي، وكان الفيسبوك أحد أبرز تلك المنصات التي جمعت من بين الطرفين، ومقابل مبلغ مالي يقدّر بـ 400 جنيه بدل استمارة شغل الوظيفة تكتمل عملية الاحتيال التي يقومون بها.
لم يقتصر هذا النوع من عمليات الاحتيال على الشباب الباحثين عن وظائف محلية، بل امتد إلى توهيم البعض منهم في محافظة الغربية بتقديم طلباتهم إلى الخارج، وبالفعل ضبطت المباحث العامة على محتال قام بتضليل الشباب هناك وأخذ مبالغ مالية منهم مقابل إيجاد فرص عمل لهم في الدول الأخرى؛ وتحديداً من ضمن وظائف عمان والسعودية والكويت وقطر المُعلن عنها عبر الوسائل الإلكترونية المشكوك في مصداقيتها؛ نظراً لإخفاء إسم الجهة المُعلنة وعدم وجود التفاصيل الكافية عنها.
يُذكر بأن الشباب المصري الباحثين عن فرص عمل في الداخل أو حتى الخارج ينقادون نحو التعامل مع مثل هؤلاء المحتالين؛ بسبب الأوضاع المعيشية المتردية في ظل استمرار غلاء الأسعار وعدم استيعاب سوق العمل لعدد الباحثين عن فرص ووظائف تتناسب وقدراتهم ومهاراتهم على اختلافها؛ إلا أن التوجّه الحكومي منذ بداية العام الحالي نحو توفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل كان ملموساًن من خلال ما تتداوله وسائل الإعلام من أخبار ذات صلة بتوفير عدد من الوظائف في عدة مجالات، منها: التعليم، الصحة، الصناعة، التجارة، مشروعات الخدمة الوطنية وغيرها من المجالات الخدماتية على الصعيدين العام والخاص.