شهدتعاملات أمس الثلاثاء حالة من عزوف المستثمرين عن المخاطرة على نحو قوى الذى انعكس على أداء اليورو الأوروبى مقابل الدولار الأمريكى، وسط تزايدالطلب على الدولار الأمريكى كعملة ملاذ آمن.
يأتى تزايدالطلب على الدولار الأمريكى كعملة ملاذ آمن، بعدما رفضت ألمانيا فكرة رفع الحد الأعلىلبرنامج آلية الاستقرار الأوروبى، الذى يبلغ حاليًا 500 مليار يورو.
كما تزايدت الضغوط على اليورو، بعدما أعلنت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية عن مراجعتها الرؤى الاقتصادية لكلمن بلغاريا، جمهورية التشيك، لاتفيا، لتوانيا من الوضع الإيجابى إلى المستقر، وذلكبسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والتوقعات المالية فى المستقبل.
كما عزز الوضع الراهن ما تقدم به "الفيدرالى الأمريكى" من خلال الإبقاء على معدل الفائدة حتى منتصف عام 2013،متجاهلا الإعلان عن أى تغيرات على سياسته ببيع حيازته من الأوراق المالية قصيرة المدى،وإعادة الاستثمار من خلالها بشراء الأوراق المالية الأطول أجلاً.
وفى إشارة للتوتر الحالى بمنطقة اليورو فقد ارتفعت ودائع البنوك لدى منطقة اليورو فى البنك المركزى الأوروبى إلى أعلىمستوياتها خلال عام 2011، بالإضافة إلى نهاية دورة الاحتياطى الشهرية للبنك المركزى الأوروبى،فى ظل استمرار حالة عدم الثقة فى أسواق الانتربنكلإقراض الأموال، حيث تفضل البنوك الاحتفاظ بأموالها لدى البنك المركزى الأوروبى بدلًا من إقراضها إلى البنوك الأخرى.
وتراجع اليورو خلال تعاملات أمس الثلاثاء لأدنى مستوياته فى 11 شهرا أمام الدولار، مسجلا وللمرة الأولى من 12 يناير 2011 مستوى 1.3037 دولار فى إغلاق أمس وسط تزايد الضغوط على العملة بفعل التوترات الحالية بمنطقة اليورو.
كما تجلت حالة العزوف عن المخاطرة فى تراجع العملة قرينة اليورو وهى الجنيه الإسترلينى الذى هبط هو أيضا إلى أدنى مستوياته منذ 28 نوفمبر الماضى عند 1.5478 دولار فى إغلاق سابق، كما أثرت الأوضاع الحالية على عملات السلع أيضا، حيث هبط الدولار الاسترالى إلى مستوى 1.0014 دولار أمريكى فى إغلاق أمس عند أدنى مستوى له منذ بداية تعاملات ديسمبر الحالى، وسط موجة مبيعات اجتاحت عملات المخاطر خلال تعاملات أمس.
وعلى الجانب الآخر، تزايدت حدة موجة الشراء على الدولار الأمريكى، التى عكسها ارتفاع مؤشر الدولار، مسجلا أعلى مستوياته فى 11 شهرا، مما دفعه للارتفاع على نحو ملحوظ أمام منافسيه، حيث بلغ الدولار مقابل الفرنك السويسرى أعلى مستوياته فى تسعة أشهر عند 0.9456 فرنك، مدعوما بقوة شراء قوية منذ منتصف التعاملات، كما صعد الدولار الأمريكى أمام نظيره الكندى لأعلى سعر بالسوق خلال الشهر الحالى عند 1.0339 دولار كندى.
وعلى صعيد المفكرة الاقتصادية ارتفعمؤشر الثقة الاقتصاديةالأمريكية (IBD/TIPP) فى القراءة الشهرية إلى 42.8 خلالشهر ديسمبر، فوق توقعات الأسواق الرامية إلى 42.4 مقارنةً بقراءة أكتوبر،
كما ارتفعت مخزونات الأعمال خلال شهر أكتوبربنسبة 0.8%، متجاوزة التوقعات التى لم تتجاوز 0.4%، إضافه إلى استقرار قراءة شهرسبتمبر، وفى نفس السياق ارتفعتمبيعات التجزئة بالولايات المتحدة بنسبة 0.2% خلال شهر نوفمبر، دون توقعات الأسواق الرامية إلى ارتفاعالمؤشر بنسبة 0.6%، فى مقابل ارتفاع القيمة فى شهر أكتوبر بنحو0.6%، وعلى أساس سنوى، وارتفعت مبيعات التجزئة فى القراءة السنوية بنسبة 6.7% خلال شهرنوفمبر عقب ارتفاع بنسبة 7.5% خلال الشهر السابق.
وفى الشأن الأوروبى، سجل مؤشرDCLG لأسعار المنازل البريطانى تراجعًا خلال شهر أكتوبر بواقع 0.4% علىأساس سنوى، وعلى أساس شهرى ارتفع بواقع 0.6% خلال شهرسبتمبر،فى حين تراجع مؤشر أسعار المستهلكين البريطانى خلال شهر نوفمبرإلى 4.8%، مقابل قراءة شهر أكتوبر البالغة 5%، وفقًا للتوقعاتفى مقابل ارتفاعها فى شهر سابق مسجلة 5.2%.، وعلى أساس شهرى، ارتفع المؤشر بواقع 0.2%.
وقد سجل مؤشر أسعار التجزئة البريطانية ارتفاعًا بواقع 5.2% خلال الشهر الماضى عقب الارتفاعالمسجل خلال شهر أكتوبر، الذى بلغ 5.4% وأعلى من التوقعات البالغة 5.1%.
كما تحسنت ثقة الاقتصاد الألمانى على نحو غير متوقع خلال شهر ديسمبر، حيث ارتفع مؤشرZEW لثقة الاقتصاد الألمانى بواقع 1.4 نقطة إلى -53.8 خلال شهرديسمبر، بينما أشارت التوقعات إلى ان يتراجع المؤشر إلى -55.8،حيث تعكس القراءة السلبية استمرار تدهور الاقتصاد الألمانى على مدار 6 اشهر مقبلة، كما تراجع مؤشر الوضع الحالى بواقع 7.4% نقطة إلى 26.8 نقطة خلالشهر ديسمبر على الرغم من التوقعات البالغة 31 نقطة.
وعلى صعيد منطقة اليورو تحسنت قراءة مسح الثقة الاقتصاديةZEW بمنطقة اليورو إلى -54.1 نقطة خلال شهرديسمبر من -59.1 نقطة المسجلة خلال شهر نوفمبر، كانت الأسواق قد توقعت تراجعًا إلى -60.3 نقطة.