جانب من اللقاء
عقد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية سلسلة من الاجتماعات مع وزراء ومسؤولين ورجال أعمال من الدول الأفريقية لبحث سبل تحفيز تدفق التجارة والاستثمارات بين دولة الإمارات ودول القارة، وذلك على هامش المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي نظمته غرفة دبي واحتضنه "إكسبو 2020 دبي" بحضور ومشاركة أكثر من 1000 من رؤساء الدول وصناع السياسات وقادة الأعمال البارزين في قارة أفريقيا للتوافق حول الأولويات الاستراتيجية الرئيسية للقارة السمراء.
وخلال الاجتماعات، استعرض الزيودي الفرص والإمكانات الاقتصادية أمام الشراكة الإماراتية الأفريقية في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة والمعادن والخدمات اللوجستية.
وأطلع الدكتور الزيودي معالي الوزراء خلال اللقاءات على التطورات التي شهدتها البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات خلال المرحلة الماضية، بما في ذلك مشاريع الخمسين والتشريعات الاقتصادية الجديدة والمبادرات النوعية التي أطلقتها الدولة للتحول إلى نموذج اقتصادي جديد قائم على المعرفة ويتسم بالمرونة والتنافسية والاستدامة، ويحتضن المواهب والمشاريع الريادية.
مشيراً إلى أن هذه المنظومة الاقتصادية الحديثة توفر حوافز وفرصاً جديدة وواعدة للاستثمار والشراكة مع مختلف الأسواق العالمية، وفي مقدمتها الشركات الأفريقية.
وفي لقائه مع الدكتورة تشيليشي كابويبوي، الأمين العام لمنظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، أشار الزيودي إلى الفرص المتاحة لزيادة حجم التبادل التجاري الحالي بين دولة الإمارات و21 دولة أفريقية عضوة في "الكوميسا" من خلال تعاون أكبر في مجالات مثل الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المتقدمة.
وركز ثاني الزيودي في اجتماعه مع معالي نتابازي هارييت، وزيرة دولة للتجارة بجمهورية أوغندا، على الفرص الاستثمارية في قطاعات الزراعة والمعادن والتجزئة، وتطرق الجانبان إلى إمكانية الاستثمار في أنظمة الري والتكنولوجيا الزراعية التي يمكن أن تعزز إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل البن والكاكاو والشاي والقطن والزهور.
وفي سياق متصل، استحوذ قطاع الطاقة المتجددة، وتحديداً الهيدروجين الأخضر، على أبرز النقاشات التي دارت في لقاء الزيودي مع كل من الناها بنت حمدي ولد مكناس وزيرة التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة في موريتانيا، ولوسيا إيبومبو، وزيرة التصنيع والتجارة في ناميبيا.
وسلطت كل من الوزيرتين الضوء على مشاريع الهيدروجين الأخضر الجارية في دولتيهما، حيث تأمل موريتانيا في تأمين 40 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتطوير موقعين للإنتاج.
كما أجرى الزيودي محادثات بناءة مع كل من سيكاي نزينزا، وزير الصناعة والتجارة في زيمبابوي، وكارلوس ألبرتو فورتيس ميسكيتا، وزير الصناعة والتجارة في موزمبيق، وماوين ديجز، وزير التجارة والصناعة في ليبيريا، وثابيسو بول، وزير التجارة والصناعة في ليسوتو، وإدوارد هينجا ساندي، وزير التجارة والصناعة في سيراليون، وندير نايجل حميد حسن وزير المالية والتخطيط الاقتصادي والتجارة في سيشيل، وديفيد أوسياني، أمين عام وزارة التصنيع والتجارة وتنمية المشاريع في كينيا، وأدماسو تاديسي، رئيس بنك التجارة والتنمية الكيني.
وأكد الدكتور ثاني الزيودي أن أفريقيا تعد واحدة من أكثر أسواق العالم جذباً للاستثمار الأجنبي المباشر، لما تتمتع به من فرص استثمارية هائلة في قطاعات حيوية واستراتيجية مهمة لدولة الإمارات مثل الطاقة المتجددة والزراعة والخدمات اللوجستية.
وأضاف : “تسعى دولة الإمارات لتوطيد أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع قارة أفريقيا، وخصوصاً أن هناك رؤى مشتركة بين الجانبين لتحقيق التنمية المستدامة عبر مشاريع تخاطب المستقبل مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة ونشر حلول التكنولوجيا الزراعية وهو ما تم التركيز عليه خلال الاجتماعات المشتركة مع الوزراء وكبار المسؤولين".
وقال الزيودي: "إن دولة الإمارات تواصل تنفيذ خططها الطموحة لترسيخ مكانتها كبوابة عالمية رئيسية لتدفق التجارة والاستثمارات على المستوى الإقليمي والعالمي"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات توفر فرصاً واعدة للمصدرين من الدول الأفريقية حيث تتيح إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة، بالاعتماد على بنيتها التحتية المتطورة التي تربط الدولة من خلال الموانئ والمطارات بأكثر من 400 مدينة حول العالم، فضلاً عن البيئة التشريعية والتنظيمية المحفزة للأعمال والاستثمارات.
وأعرب الزيودي عن تطلعه إلى مواصلة اللقاءات والمناقشات مع الوزراء وكبار المسؤولين من الدول الأفريقية للوصول بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات والدول الأفريقية إلى آفاق جديدة من النمو والازدهار.
وتأتي سلسلة الاجتماعات التي عقدها ثاني الزيودي مع الوزراء وكبار المسؤولين من قارة أفريقيا ضمن جهود توسيع العلاقات التجارية لدولة الإمارات مع العالم تنفيذاً للخطط المعلنة تحت مظلة "مشاريع الخمسين" لتوسيع آفاق شراكات دولة الإمارات الاقتصادية مع أسواق عالمية مؤثرة، ضمن استراتيجيتها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار والذي يتمتع بقدر أكبر من الحيوية والتنافسية.
وسبق الإعلان خلال الأسابيع الماضية عن إطلاق محادثات للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين دولة الإمارات وكل من إندونيسيا والهند، كما جرى يوم الأحد الماضي إعلان بيان نوايا مشترك بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية بشأن اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الدولتين.