ربما لم يخطر ببالك أثناء جولاتك اليومية من "جوجل" إلى "فيس بوك" إلى بريدك الإلكتروني، مرورًا بمقاطع الفيديو المفضلة لديك على "اليوتيوب"، أن عينًا ترقب تلك الرحلة لتتعرف على ادق واصغر تفصيلات تلك الجولة بما لا يدع مجالا لحماية خصوصية أو حفظ سرية، كل هذا فى ذلك الفضاء الرحب الذى بات لكل منا عالمه الخاص خلاله.
حقًا.. أنت لست بمفردك، ربما يرقبك الآخرون والسبب فى ذلك فقط أنك اعتمدت على شركات المحمول فى إمدادك بتلك الخدمة، وهنا لا نلقى باتهام التعمد على تلك الشركات العملاقة، لكننا فقط نلقى الضوء على تفاصيل ربما يهتم لشأنها الكثيرون.
الأمر ببساطة هو أن شركات المحمول تمتلك سجلات تفصيلية عن حركة العميل منذ دخوله إلى شبكة الانترنت وحتى الخروج منها، تتضمن المواقع التى تصفحتها وبتواريخها المفصلة، بل يتجاوز الامر مسألة مجرد تسجيل دخوله إلى موقع بعينه فى ساعة بعينها ليسجل تحركاتك عبر صفحات الموقع المتعددة صفحة بصفحة.
يقول خالد حجازى مسئول العلاقات الخارجية بفودافون مصر: إن اتصالك بموقع الكترونى معين، يشبه تماما عملية الاتصال برقم تليفون، فلا يمكن أن تتم محاولة الاتصال تلك خارج "سنترالات" الشركة و"محولاتها".
ويوضح حجازى تلك العملية الفنية بقوله: إن الـ URLالخاص بالموقع بمثابة رقم تليفون ترغب الاتصال به، ولما كانت شركات الاتصالات تستطيع تحديد الارقام التى اتصلت بها وتوقيتات تلك الاتصالات ومددها فإن الامر تماما كما يحدث بالنسبة للمواقع الالكترونية.
ويضيف حجازى أن كل صفحة من صفحات الموقع الواحد تعتبر بمثابة رقم تليفون منفصل تسجل الشبكة اتصال العميل به، ونفى "حجازى" أن تكون هناك أي شبهة لمحاولة انتهاك خصوصيات العملاء من قبل الشركة، إلا أن الامر يقتصر على كونه عملية فنية اجرائية مرتبطة بمحاسبات العملاء لدى الشركة.
وحول دورة التخلص من تلك السجلات أوضح حجازى أن الامر مرتبط بدورة المحاسبة الخاصة بالعميل فى أغلب الأحيان، بالاضافة إلى سعة الخوادم الخاصة بالشركة وقابليتها للاحتفاظ بتلك البيانات لأى فترة زمنية.
على الجانب الآخر أكد تامر جاد الله العضو المنتدب لشركة TE Data التى تقدم خدمات الانترنت عن طريق الشبكات الارضية للشركة المصرية للاتصالات أن الشركة لا تقم بتسجيل تحركات العميل على الانترنت، بل ان الامر يقتصر فقط على حساب عمليات تحميل الملفات والسعة التى يستهلكها العملاء دون الوصول إلى نوعية الملف الذى تم تحميله على الاطلاق.
وأضاف جاد الله أنه من غير المنطقى أن اسجل جميع تحركات العميل على الانترنت مشيرا إلى أن حساب السعات المستخدمة فى تحميل الملفات تستغل فقط لاغراض بحثية لا علاقة لها بالعميل أو بحرياته او خصوصياته على الاطلاق.
والخلاصة أنه ربما علينا التأنى قبيل الاتصال بخدمة عملاء الشركة التى تحصل على خدمة الانترنت من خلالها للسؤال على اسباب المبالغ المستحقة على الـ USB Modemالخاص بك، وتأكد أن افراد خدمة العملاء يعلمون جيدا افعالك على الشبكة وربما تحمل العبارات التالية من المكالمة أمورًا تحرجك.