تمكنت "بى إيه إى سيستمز" العالمية المتخصصة فى مجال تطوير وتوفير ودعم الأنظمة الدفاعيةالبرية والبحرية والجوية، من ابتكار درع سائل مضاد للرصاص، وذلك ضمن برنامج يهدف إلى إنتاج دروع المستقبل التى تقى الجنود من المقذوفات، وتوفر سهولة الحركة فى المواقف القتالية.
وتعمل التقنية الجديدة التى توصل إليها فريق "بى إيه إى سيستمز" على امتصاص قوة المقذوف وتزيد من كثافة السائل ليصبح أكثر سُمكاً، مما يعزز من خصائص إمتصاص الطاقة للهياكل المصنوعة من مواد مثل الكيفلر المضاد للرصاص.
وجرى تصميم الدرع السائل الجديد من أجل تلبية الحاجة إلى المواد التى يمكنها تزويد الجنود بمستويات حماية إضافية مع التقليل من حجم الدروع، وتغطية مساحة أكبر وتوفير سهولة الحركة والمناورة وإمكانية توافقها مع الأنظمة الأخرى، ومن الممكن دمج التقنية الجديدة فى درع "الكيفلر" العادى لتقديم مستويات عالية من حرية وسهولة الحركة والتقليل من سماكة الدرع بنسبة تصل إلى 45%.
وتعتمد أنظمة الدروع المستخدمة حالياً فى صناعتها على مادة الخزف لتغطية أكبر مساحة ممكنة من جسم الجندى مما ينتج عنه ضخامة حجم الدرع وثقل وزنه، وهو ما يتسبب فى إعاقة حركة الجندى ويصيبه بالإرهاق خاصة فى ميادين القتال الصعبة مثل أفغانستان.
وقال "ستيوارت بني"، رئيس تطوير أعمال التصميم وتقنيات المواد فى "بى إيه إى سيستمز": إن الدرع السائل يقاوم المقذوف بدرجة هائلة، حيث تتجمع جزئيات السائل معاً وكلما زادت سرعة التحريك تزيد صلابة السائل ولهذا عندما ترتطم بالدرع قذيفة ما يتماسك السائل بسرعة عالية ويمتص طاقة الصدمة بكفاءة لا نظير لها.
وأضاف أنه عند مزج التركيبة الجديدة بمادة "الكيفلر" فإن انخفاض معدل تدفق السوائل فى الدرع الجديد يقيد حركة ألياف المادة تجاه بعضها البعض، مما تنتج عنه زيادة فى المساحة التى تتبدد عليها طاقة الاصطدام، إضافة إلى ضعف احتمالية تشوّه المادة إذا ما قورنت بالدروع العادية، التى عامة ما تنثنى للداخل عند تعرضها لطلقات الرصاص لإنقاذ الحياة لكنها تتسبب فى معاناة مرتديها بالآلام.
وأظهرت التجارب التى أجريت فى مركز التقنية المتقدمة التابع لـ "بى إيه إى سيستمز" فى "فيلتون"، أن الدرع السائل أقل سمكاً بكثير مقارنة بالدرع العادى مع تحمله مستويات مساوية من القوة، وتقدمت الشركة بنموذج تجريبى من الدرع الجديد إلى وزارة الدفاع البريطانية، وتتطلع فى المستقبل إلى إجراء مزيد من التطوير على الدرع السائل لإنتاج صيغة فائقة الخفّة من المادة ودمج التقنية فى أنظمة دروع الأفراد.
ويدرس فريق "بى إيه إى سيستمز" تطبيقات التقنية الجديدة خارج مجال الاستخدامات العسكرية، وفى هذا السياق يقول "ستيوارت" إنه بالإضافة إلى زيادة إمكانات الحماية من المقذوفات فى الدروع القتالية، هناك إمكانية لتطوير نسخة أخرى من الدروع تناسب متطلبات قوات الشرطة وطواقم الإسعاف.