استطاعت البيانات الاقتصادية الجيدة أن تصعد بأسواق المال الأمريكية والآسيوية خلال الأسبوع الماضى وتغطى على التأثيرات السلبية لصعود أسعار النفط فى الأسواق عقب التوترات, التى شهدتها دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا, فى حين لم تتمكن أوروبا من جنى المكاسب وقادتها البنوك وشركات السيارات إلى منحنى هبوطى فى الاسبوع الماضى.
وحققت أسواق المال الامريكية ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضى، حيث حافظ الارتفاع فى الاربع ساعات الاخيرة من التداول يوم الجمعة الماضى على إحراز المكاسب بعد ظهور النتائج الاقتصادية الجيدة حول العمالة والصناعات الخدمية فى الولايات المتحدة، التى غطت على المخاوف من التأثيرات السلبية لصعود أسعار النفط عقب التوترات, التى شهدتها دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا على تباطؤ النمو الاقتصادى.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنحو 0.1% ليصل الى 1321.15 نقطة بعد أن شهد خسائر بحوالى 1.7% فى الاسبوع الاسبق. وقفز مؤشر داو جونز الصناعى بمقدار 39.43 نقطة بنسبة 0.3% الى 12169.88 نقطة.
وأوضح المحللون أن الايام الماضية كانت بمثابة معركة فى الاسواق بين المناخ السياسى السلبى والبيانات الاقتصادية القوية.
من ناحيته, قال "ستيفن وود", الخبير الاستراتيجى فى الاسواق بشركة "رسل انفستمنتس", إن النفط يعتبر العامل الاكبر فى الاسواق, الذى يؤثر سلبا على الاسواق والنمو الاقتصادى.
وأظهرت البيانات الاقتصادية مؤخرًا هبوط معدلات البطالة الامريكية بشكل غير متوقع الى 8.9% لتسجل أدنى مستوى لها منذ شهر أبريل عام 2009, وأضافت الشركات نحو 192 ألف وظيفة فى شهر فبراير السابق. وتهاوت أيضا طلبات إعانة البطالة بنحو 20 ألف طلب الى 368 ألفًا فى الاسبوع الذى انتهى فى 26 فبراير الماضى.
وسجلت الاسهم الآسيوية ارتفاعا فى الاسبوع الماضى بدعم من البيانات الاقتصادية القوية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وأضاف مؤشر "إم إس سى آى آسيا الباسيفيك" نحو 1.9% الى مكاسبه ليصل الى 139.41 نقطة خلال الاسبوع الماضى, وقد هوى المؤشر بنحو 2.1% فى الاسبوع السابق له إثر القلق ازاء ارتفاع اسعار النفط عقب الاحتجاجات, التى اندلعت فى ليبيا ودول الشرق الاوسط, التى من المتوقع أن تؤدى لتباطؤ التعافى الاقتصادى العالمى.
من جهته, أكد "كيوشى كروزى", الخبير الاستراتيجى ببنك "ريسونا" فى طوكيو, أن هناك حربًا بين الاقتصاد القوى من ناحية وارتفاع اسعار النفط وعدم الاستقرار فى الشرق الاوسط من ناحية أخرى, ولكن الانباء الايجابية فى تزايد مستمر.
وبالنسبة لأسواق المال الآسيوية, فقد حقق مؤشر نيكاى 225 لاسواق الاسهم اليابانية ارتفاعا بنحو 1.6% فى الاسبوع الماضى, كما سجل مؤشر S&P/ASX 200الاسترالى صعودا بنسبة 0.6%. وقفز مؤشر هانج سينج لبورصة هونج كونج بنحو 1.8%, وأضاف مؤشر شنغهاى المجمع للبورصة الصينية 2.2% الى رصيده, وفقا لوكالة "بلومبرج".
واتخذت البورصات الاوروبية منحنى هبوطيًا خلال الاسبوع الماضى، حيث أشار "جون كلود تريشيه", رئيس البنك المركزى الاوروبى, إلى وجود احتمالات لرفع اسعار الفائدة، كما أن المخاوف التى انتشرت بعدم الاستقرار فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا دعمت هذا الانخفاض فى الاسواق.
وقادت الاسهم المالية واسهم شركات السيارات الهبوط فى الاسواق خلال الاسبوع الماضى, ودفعت بتراجع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.8% ليصل الى 281.9 نقطة, وما زال المؤشر مرتفعًا بنحو 2.2% فى العام الحالى فى ظل نتائج أرباح الشركات الجيدة والعلامات على تعافى الاقتصادى العالمى.
وأعلن "تريشيه" مؤخرًا أن المركزى الاوروبى قد يرفع اسعار الفائدة فى الشهر المقبل من أجل مكافحة الضغوط التضخمية.
ورأى مجموعة من الخبراء والمحللين بمجموعة "كريدت سويس" أن قيام المركزى الاوروبى برفع الفائدة قد يؤثر سلبًا على الاوضاع الهشة فى دول الاطراف الاوروبية.